اطلس: أدان مركز إعلام حقوق الإنسان والديمقراطية “شمس” بأشد العبارات قيام قوات الاحتلال الإسرائيلي باستهداف خيم المواطنين النازحين في قطاع غزة، في اعتداء وحشي ومتكرر يمثل انتهاكاً صارخاً لقواعد القانون الدولي الإنساني، ويؤكد على النهج الممنهج للاحتلال في استهداف المدنيين العزل والأماكن التي يُفترض أنها آمنة ومحمية بموجب المواثيق الدولية. فقد أسفر هذا الاستهداف عن استشهاد عدد كبير من المواطنين ، معظمهم من النساء والأطفال، وإصابة العشرات بجراح متفاوتة، بينهم حالات حرجة وبتر في الأطراف، في مشهد مأساوي يتكرر للمرة الرابعة خلال أقل من شهر، حيث تُقصف خيام النازحين رغم وجود إحداثيات هذه المواقع مسبقاً لدى قوات الاحتلال.
وقال مركز “شمس” ففي الوقت الذي يُفترض أن تكون الخيام المؤقتة مأوى إنسانياً للنازحين الفارين من القصف والدمار، تحولت إلى أهداف مباشرة لطائرات وصواريخ ومدفعية الاحتلال، ما أسفر عن وقوع عشرات الشهداء والجرحى من الأطفال والنساء والمسنين، ودمار كامل للبنية التحتية الإنسانية في تلك المواقع. حيث أن استهداف الخيم التي تقام غالباً في مناطق الإخلاء يشكل دليلاً إضافياً على سياسة الاحتلال في استهداف المدنيين العزل بشكل مقصود وومنهج أو احترام التزاماته بموجب اتفاقيات جنيف الأربع، خاصة الاتفاقية الرابعة المتعلقة بحماية المدنيين في زمن الحرب، والتي تحظر بشكل واضح استهداف أماكن اللجوء والإيواء والسكان غير المشاركين في الأعمال العدائية.
وشدد المركز أن ما يحدث في قطاع غزة اليوم، من عمليات قصف لمراكز الإيواء ومخيمات النازحين، يرقى إلى جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية تستدعي تحقيقاً دولياً عاجلاً ومساءلة قانونية في المحافل الدولية. كما يشكل هذا التصعيد الخطير حلقة جديدة من سلسلة الجرائم والانتهاكات التي تستهدف الفلسطينيين كجزء من سياسة العقاب الجماعي والتهجير القسري.
وقال مركز “شمس” أن صمت العالم على هذه الجرائم المتكررة التي تُرتكب بحق المدنيين الفلسطينيين، وآخرها استهداف خيم النازحين في قطاع غزة، ليس مجرد تقاعس أخلاقي أو خلل في الأولويات السياسية، بل يمثل تواطؤاً يشجع الاحتلال الإسرائيلي على التمادي في ارتكاب مزيد من الانتهاكات الجسيمة والممنهجة، ويمنحه شعوراً بالإفلات من العقاب. وأضاف المركز أن استمرار الصمت الدولي، وعدم اتخاذ إجراءات رادعة وفورية، يقوض منظومة العدالة الدولية بأكملها، ويفرغ منظومة القانون الدولي الإنساني من مضمونها، ويحول المواثيق والاتفاقيات الدولية إلى نصوص مجردة لا تجد طريقها للتنفيذ عندما يكون الضحية شعباً تحت الاحتلال. وأكد مركز “شمس” أن هذا الصمت، الذي بات أقرب إلى العمى السياسي والإعلامي، يشكل ضوءًا أخضر لاستمرار جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية، خاصة في ظل التدمير الممنهج لمراكز الإيواء، والبنية التحتية، والمنشآت الطبية والتعليمية، واستهداف النساء والأطفال في أماكن لجوئهم. وشدد المركز على أن واجب المجتمع الدولي لا يقتصر على الإدانة اللفظية، بل يتطلب تحركاً فعلياً على المستوى السياسي والقانوني والحقوقي، لضمان وقف هذه الجرائم، ومحاسبة مرتكبيها، وتوفير الحماية العاجلة للمدنيين الفلسطينيين.
وطالب مركز “شمس” المجتمع الدولي، بما فيه مجلس الأمن، والأمم المتحدة، واللجنة الدولية للصليب الأحمر، إلى التحرك الفوري لوقف العدوان المتواصل على المدنيين في غزة. وإلى إرسال لجان تحقيق دولية مستقلة لتوثيق جرائم الاستهداف المتعمد لخيم النازحين ومحاسبة المسؤولين عنها. وإلى فرض العقوبات على سلطات الاحتلال بسبب انتهاكها المتكرر لقواعد القانون الدولي الإنساني ، والضغط لضمان دخول المساعدات الإنسانية بشكل عاجل ودون عوائق إلى مناطق النزوح والإيواء. وتوفير الحماية الدولية للمدنيين الفلسطينيين، لا سيما في ظل عجز المنظومة الدولية عن وقف الجرائم المتصاعدة.