اطلس:كتبت وصال أبو عليا: حدثت انعطافة كبيرة في التعليم في قطاع غزة مع بدء عدوان الاحتلال الاسرائيلي على قطاع غزة بعد السابع من اكتوبر 2023، حيث تدمير معظم المراكز التعليمية واستشهاد وإصابة آلاف الطلبة، ناهيك عن الآثار النفسية المترتبة على ذلك، في هذا التقرير نعرض حجم الفاقد التعليمي والحلول المقترحة.
الفاقد التعليمي
أكد المتحدث باسم وكالة الأونروا عدنان أبو حسنة أن الفاقد التعليمي في قطاع غزة، هو فاقد كبير بسبب غياب التعليم الوجاهي في مدارس الأونروا، جراء عدوان الاحتلال الاسرائيلي على القطاع، لافتا أن هذا الفاقد أضيف لما تراكم في فترة جائحة كورونا نتيجة التعليم عن بعد.
وقال أبو حسنة لقد استطعنا في مدارس وكالة الأونروا خلال الفترة الأخيرة أن يكون لدينا 265 ألف طالب عن بعد، وأن نمارس التعليم الوجاهي لقرابة 50 ألف طالب في مساحات تعليمية مخصصة في مناطق مختلفة، اضافة لاستخدام بعض المنشآت التعليمية التي خرج منها النازحون وعادوا لأماكنهم، حيث توفرت بعض المساحات، لكن للأسف الشديد فإن عمليات النزوح المستمرة في الفترة الأخيرة وصلت 400 ألف نازح، ناهيك عن التدمير الهائل لأكثر من 70 % للمراكز التعليمية والمدارس التابعة للأونروا، الأمر الذي انعكس على قدرة الطلبة على الاستيعاب التي باتت محدودة.
وأوضح أبو حسنة أن الطلبة يعانون من اضطرابات نفسية وضغوط عقلية كبيرة، ما يحد من قدرتهم الاستيعابية، اضافة لمئات الآلاف من الطلاب الذين لا يتناولون وجبات غذائية منتظمة، ناهيك عن حالات الجوع المنتشرة في كل مناطق قطاع غزة، لذلك فإن تعليم طالب لا تتوفر له الأماكن المناسبة، في ظل ضغوط نفسية هائلة ومنها الجوع، يجعل من الفاقد التعليمي أن يكون هائلا.
إدارة العملية التعليمية مع استمرار العدوان
قال وكيل مساعد في وزارة التربية والتعليم العالي أيوب عليان إن العملية التعليمية تضررت في قطاع غزة منذ 7 اكتوبر 2023، حيث لم يكن هناك أي تعليم في المدارس والجامعات بعد 8 اكتوبر، وهذا استمر لنهاية السنة الدراسية، كما أن السنة التي تلتها 2024-2025 شهدت محاولة لتدارك الوضع في غزة عن طريق فتح منصة تعليمية لطلبة غزة الكترونيا، ليتم تدريسهم من قبل معلمين في الضفة، وتم تسجيل أكثر من 270 ألف طالب على المنصة، وأنهينا الفصل الدراسي الأول وبدأنا بالثاني، وكان لدينا الاستعداد للعودة للتعليم الوجاهي في الكثير من المناطق، إلا أن استئناف عدوان الاحتلال الإسرائيلي على القطاع أثر على الطلبة، وبقي هذا الملف يراوح مكانه.
الحلول المقترحة
كشف عليان أنه بعد هدم الاحتلال وتدميره لأكثر من 85 % من الأبنية المدرسية، فقد تم وضع خطة لليوم التالي للحرب، وأجريت اتصالات مع شركات في تركيا، لديهم نظام “المدرسة الليجو”، حيث تبنى المدارس في غضون 48 ساعة، وتتكون من 18 شعبة دراسية تتسع لحوالي 500 طالب، وأضاف إذا ما انتهت الحرب واستطعنا تنفيذ ذلك، يكون هذا حلا خلاقا لقطاع غزة، في وقت استعدّ المستثمرون الفلسطينيون بدفع تكاليف توريد هذه المدراس لقطاع غزة، لإعادة العملية التعليمية.
وأكد عليان أن الخيار الآخر هو إقامة مدارس ميدانية من خيم وكونتينرات، وهو الخيار الأكثر ترجيحا.
أهمية التعليم للفلسطينيين وتأثيره
اعتبر مستشار في اللجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم اليسسكو فادي أبو بكر أن التعليم بالنسبة للشعب الفلسطيني يمثل سلاحا للصمود في وجه الاحتلال الاسرائيلي، ومحاولة لانتزاع المستقبل من بين أنياب المعاناة اليومية والحرمان، فالتعليم لم يكن يوما مجرد وسيلة للمعرفة، بل أداة للبقاء والارتقاء، وعاملاً أساسيا في الحفاظ على الهوية الوطنية والثقافية.
وأضاف أنه منذ نكبة عام 1948 بات التعليم بالنسبة للاجئين الفلسطينيين بشكل خاص الملاذ الوحيد نحو حياة أكثر كرامة، ووسيلة لإثبات الذات في أوطان لا تعترف بهم كمواطنين، وأصبح التعليم حلما فرديا وجماعيا، وأداة لتحطيم القيود الاجتماعية والسياسية المفروضة عليهم.
رغم كل ذلك، لا يزال الفلسطينيون يعتبرون التعليم شكلا من أشكال الصمود والحياة، لأنهم يؤمنون أن الحفاظ على ثقافتهم ووعيهم وبقائهم كشعب متعلم وحر، هو في حد ذاته فعل مقاومة.