اطلس: استُشهد، صباح اليوم السبت، الطفل الرضيع جواد الأنقر (35 يومًا)، في مدينة غزة، جراء مضاعفات حادة بسبب سوء التغذية، في ثاني حالة من نوعها خلال أقل من 24 ساعة، في مؤشر خطير على تفاقم الكارثة الإنسانية تحت الحصار الإسرائيلي الشامل.
وأكد مصدر طبي في مستشفى الشفاء أن الرضيع فارق الحياة بعد تدهور حالته الصحية نتيجة الجوع الشديد وغياب الغذاء والرعاية الطبية، مشيرًا إلى أن النظام الصحي في القطاع “انهار فعليًا، ولم يعد قادرًا على تقديم الحد الأدنى من الخدمات”.
وأعلنت وزارة الصحة أن أقسام الطوارئ تستقبل يوميًا مئات الحالات من مختلف الأعمار، تعاني من الإنهاك والجوع الحاد، مشيرة إلى أن “مئات المرضى باتوا على حافة الموت، بعد أن تجاوزت أجسادهم قدرة الصمود نتيجة الحرمان المطول من الغذاء والدواء”.
ويأتي استشهاد الرضيع جواد بعد أقل من 24 ساعة على استشهاد الطفلة سناء اللحام (عام ونصف) في مدينة دير البلح، بسبب سوء التغذية، ما يرفع عدد الأطفال الذين قضوا جوعًا منذ بدء الحرب إلى 70 طفلاً، بحسب بيانات المكتب الإعلامي الحكومي في غزة. كما بلغ إجمالي الشهداء جراء نقص الغذاء والدواء نحو 620 مريضًا.
وفي سياق متصل، قالت وكالة “الأونروا” إن معدلات سوء التغذية بين الأطفال دون سن الخامسة تضاعفت بشكل مقلق بين مارس/آذار ويونيو/حزيران، مؤكدة أن الوضع يزداد سوءًا في ظل استمرار إغلاق المعابر ومنع إدخال الإمدادات الإنسانية الأساسية.
ورغم تحذيرات الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة، تواصل سلطات الاحتلال منع دخول الغذاء والدواء منذ 2 مارس/آذار الماضي، وهو ما دفع تقارير أممية إلى التحذير من دخول غزة في مرحلة المجاعة الكاملة.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، تُواصل “إسرائيل”، بدعم أميركي مباشر، عدوانها على قطاع غزة، ما أسفر عن استشهاد وإصابة أكثر من 198 ألف فلسطيني، غالبيتهم من النساء والأطفال، مع فقدان أكثر من 11 ألف شخص، في ظل دمار شامل ومجاعة تتسع رقعتها يومًا بعد يوم.