اطلس:قال المكتب الوطني للدفاع عن الأرض ومقاومة الاستيطان، إن معاناة المزارعين في موسم قطاف الزيتون هذا العام، أشد قسوة من معاناة العام الماضي، بسبب ارهاب الاحتلال ومستعمريه، ما يهدد بفقد معدلات أعلى من المحصول.
وأضاف المكتب في تقرير الاستيطان الأسبوعي الصادر، اليوم السبت، أن ارهاب المستعمرين بحماية جيش الاحتلال، ومشاركة عصابات بن غفير في الاعتداء على المواطنين في موسم قطاف الزيتون، بدأ مبكرا هذا العام، في مختلف محافظات الضفة الغربية، بدءا بمنع المزارعين من الوصول الى حقولهم، مرورا بالسطو على المحصول، وحرق أشجار الزيتون، وانتهاء بإطلاق النار عليهم، وهو ما أدى إلى استشهاد المواطنة حنان ابو سلامه (59 عاما) برصاص الاحتلال، الخميس الماضي.
وتشير التوقعات بعدم تمكن المزارعين من الوصول إلى 80 ألف دونم من الأراضي المزروعة بالزيتون، ما من شأنه أن يؤدي إلى فقدان نحو 15% من محصول الموسم لهذا العام.
وحسب التقرير: أينما توجهت في محيط القرى المحاذية لجدار الفصل العنصري، وتلك القريبة من المستعمرات والبؤر الاستعمارية تجد فرق الطوارئ التابعة لبن غفير وتجد زعران “شبيبة التلال”، و”تدفيع الثمن” الارهابية في مواجهتك.
وأضاف: مع تصاعد عنف المستعمرين في الضفة الغربية، توقفت الوحدة المركزية للشرطة الإسرائيلية تحت قيادة “أفشاي معلم” المقرب من بن غفير عن التنسيق مع “الشاباك”، للحد ولو على أضيق نطاق من اعتداءات المستعمرين.
وبحسب صحيفة “هآرتس”، في عددها الصادر الأحد الماضي: “مسؤولون في “الشاباك” أكدوا في محادثات مغلقة أن الوحدة الشرطية لا تقوم بواجبها في معالجة مظاهر العنف والارهاب التي يرتكبها المستوطنون وعناصر اليمين المتطرف ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية.
ووفقا لتقريرها، فإن قائد الوحدة “أفشاي مُعلم”، ينكر أصلا تزايد حجم الإرهاب اليهودي في الضفة، ويمتنع عن التنسيق مع الأجهزة المعنية.
وعلى صعيد النشاطات الاستعمارية، نشرت سلطات الاحتلال الأسبوع الماضي، مناقصة لبناء 286 وحدة استعمارية في منطقة مفتوحة إلى الشمال من مستعمرة “رامات شلومو” في القدس الشرقية، تم الاستيلاء عليها من خلال تطبيق قانون “أملاك الغائبين”، حسب بيان صادر عن جمعية “عير عميم” الإسرائيليةـ
وهي جزء من خطة لبناء ما مجموعه 650 وحدة على مساحة 71 دونماً – والتي من شأنها توسيع هذه المستعمرة باتجاه حي بيت حنينا.
ومن المقرر أن يتم فتح المناقصة للمزايدة في 20 تشرين الثاني 2024، لكن سلطات الاحتلال يمكنها أن تقرر تأجيل الإجراء. ومن شأن هذه الخطة أن توسع المستعمرة المذكورة شمالاً، إلى حافة المنطقة المبنية في حي بيت حنينا، وتحقيق هدفين للسياسة الإسرائيلية في القدس الشرقية : أولاً، تعقيد إمكانية رسم الحدود المستقبلية للعاصمة الفلسطينية في القدس، وثانياً، منع قدرة الأحياء الفلسطينية على التوسع والتطور، من أجل تلبية احتياجات سكانها.
وأشار التقرير إلى أن سلطات الاحتلال والمنظمات الاستيطانية يتوسعون في اقامة المزيد من البؤر الاستعمارية في ظروف الحرب، حيث تمت إقامة 43 بؤرة استعمارية غير قانونية منذ بداية الحرب.
وللمقارنة، كان المستعمرون يقيمون بالمتوسط حوالي 6 بؤر استعمارية في العام، في حين في عام الحرب اقاموا بؤرة في كل اسبوع تقريبا. وهذه البؤر مرتبطة حسب تقديرات منظمات اسرائيلية معارضة للاستيطان بالحبل السري مع عنف المستعمرين، وطرد الرعاة والمزارعين الفلسطينيين من أراضيهم، وهذه ظاهرة يعتبرها رئيس الشاباك “ارهاب يهودي”.
وعلى امتداد سنوات الاحتلال شكلت شجرة الزيتون عنوان وجود وصمود، فمن أجل حماية الأرض من غول الاستعمار، ومن سياسة الاحتلال بشكل عام، أخذ الفلسطينيون يتوسعون في زراعة شجرة الزيتون، وخاصة في السنوات الأخيرة بعد انتفاضة الأقصى (الانتفاضة الثانية)، فقد كانت مساحة الأراضي المزروعة بالزيتون عام 2010 نحو 462824 دونما، منها نحو 21509 في قطاع غزة، وأصبحت في العام 2021 نحو 575194 دونما، منها 33633 دونما في قطاع غزة.
ويقدر معدل الإنتاج السنوي من زيت الزيتون، موزعا على المحافظات في الضفة الغربية بنحو 5500 طن لمحافظة جنين، تليها طولكرم بمعدل 3500 طن، ثم نابلس ورام الله وسلفيت وقطاع غزة بمعدل 3000 طن لكل منها، وقلقيلية بمعدل 1500 طن، والخليل بمعدل 1000 طن، وبيت لحم بمعدل 600 طن، وأخيرا القدس بنحو 200 طن، في حين أن إنتاج محافظة أريحا من زيت الزيتون فيكاد يكون محدودا.
بعد السابع من أكتوبر 2023، تحولت شجرة الزيتون الى جزء لا يتجزأ من الحرب الوحشية التي تشنها دولة الاحتلال على قطاع غزة، كما في الضفة الغربية، بما فيها القدس.
ففي قطاع غزة كان للحرب آثار مدمرة على قطاع الزيتون، حيث أتت على ما يزيد عن 75% من أشجار الزيتون.
وفي الضفة الغربية، كان موسم العام الماضي قاسيا للغاية على المزارعين، بعد ان فرضت سلطات الاحتلال تشديدا عسكريا على الضفة، وأغلقت في الريف مناطق واسعة في وجه المواطنين بالحواجز العسكرية، والسواتر الترابية، وعادت الحواجز والبوابات العسكرية بين المدن في مختلف المحافظات على نحو أسوأ وأشد قسوة، مما كانت عليه في الانتفاضة الثانية (انتفاضة الأقصى)، والسواتر الترابية عطلت قدرة المزارعين في الوصول الى حقولهم.
في الأعوام السابقة، كانت سلطات الاحتلال تفرض على المواطنين الحصول على تصاريح، للسماح يسمح لهم الوصول إلى أراضيهم في مناطق معينة، كتلك التي تقع خلف الجدار (69 بوابة)، أو الأراضي المحاذية للمستوطنات (أكثر من 110 بلدة، وقرية، وتجمع، تقع أراضيها في محاذاة 56 مستوطنة، وعشرات البؤر الاستعمارية).
وفي موسم قطف الزيتون للعام 2023، قامت سلطات الاحتلال بإلغاء جميع هذه الموافقات تقريبا، ما منع المزارعين فعليا من الوصول إلى أراضيهم، والبوابات الزراعية على طول جدار الفصل العنصري بقيت مغلقة، أما الاراضي المحاذية للمستوطنات فقد أغلقها الاحتلال بالسواتر الترابية في معظمها.
وتشير التقديرات المتطابقة لأكثر من مصدر أن أكثر من 96.000 دونم من الأراضي المزروعة بالزيتون في جميع أنحاء الضفّة الغربية شملتها تعليمات الاحتلال كمناطق عسكرية مغلقة، ما ترتب عليه ضياع محصول وفير من الزيتون.
ومارس المستعمرون مختلف اشكال العنف ضد المواطنين، لمنعهم من قطف ثمار زيتونهم.
مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية “اوتشا” وثق 113 حالة اعتداء قام بها المستعمرون خلال الفترة الواقعة بين شهري أيلول وتشرين الثاني من العام الماضي، تراوحت بين هجمات على الفلسطينيين، أو إلحاق الأضرار بأشجارهم، أو سرقة محاصيلهم، وأدوات الحصاد.
ومن بين تلك الحوادث: أسفرت 10 حوادث عن إصابات وأضرار في الممتلكات، و10 أخريات عن وقوع إصابات من دون أضرار بالممتلكات، وأسفرت 93 حادثة عن أضرار من دون وقوع إصابات، وتم تخريب أكثر من 2000 شجرة في خلال هذه الحوادث.
وكان أعلى عدد من الحوادث في محافظتي نابلس (40)، ورام الله (31) ، وقدر “اوتشا” تخريب أكثر من 10,000 شجرة زيتون على يد المستعمرين في جميع أنحاء الضفة الغربية على امتداد العام 2023.
وفي ما يقرب من نصف الأحداث (46%)، يتواجد جيش الاحتلال في أماكن وقوع الحوادث، وفي بعض الأحيان ينضمون إلى المستعمرين، ويعتدون على الفلسطينيين بعنف.
وفيما يلي مجمل الانتهاكات الأسبوعية:
القدس: جرفت سلطات الاحتلال أرضا، وهدمت خطوط مياه، وسياجا، وشوادر، وعدد من الغراس تعود ملكيتهم للمواطن مروان درباس في بلدة العيسوية، وهدمت منشأة لبيع وتعبئة الأكسجين الطبي، تعود ملكيتها لعائلة بدرية في المنطقة الصناعية بوادي الجوز.
وتأتي عملية الهدم في إطار مخطط تنفيذ مشروع “وادي السيليكون”، الذي يهدد بهدم المنشآت الصناعية والتجارية، بهدف بناء منطقة تكنولوجية “شركات هايتك”، وفنادق، ومساحات تجارية.
الخليل: جرفت قوات الاحتلال ما يزيد عن عشرة دونمات من أراضي المواطنين المزروعة بالخضروات والأشجار المثمرة في بلدة بيت أمر شمال الخليل في منطقة “القرن” جنوب شرق البلدة، ما تسبب بخسائر فادحة.
وفي بلدة دورا جنوبا، منع الاحتلال المزارعين من الوصول إلى أراضيهم، وقطف ثمار الزيتون، في منطقتَي “خلة طه” و”العابد”.
بيت لحم: هاجم مستعمرون منزل المواطن نادر أبو كامل في قرية خلايل اللوز جنوب شرق المحافظة، وحطموا أبوابه والشبابيك، ورفعوا أعلام دولة الاحتلال في محيطه، كما قطعوا 20 شجرة زيتون.
فيما جرف آخرون أراضي زراعية في بلدة بتير، بهدف توسيع حدود بؤرة استعمارية في المكان، كما هاجم مستعمرون وجنود الاحتلال رعاة، أثناء رعيهم أغنامهم في أراضٍ قريبة من مستعمرة “تكواع”، وأطلقوا قنابل الصوت والغاز السام صوبهم، واعتدوا عليهم بالضرب.
رام الله: هاجم مستعمرون مسلحون قاطفي الزيتون في قريتي “المغير”، و”ترمسعيا” شمالا.
ففي قرية المغير اعتدى مستعمرون على قاطفي الزيتون في منطقة السهل (مرج الذهب)، ومنطقة الحجار، والرفيد، في محاولة لمنعهم من قطف الزيتون.
وفي ترمسعيا، اعتدى عشرات المستعمرين على قاطفي الزيتون، وأجبروهم على مغادرة أراضيهم في منطقة الدلجة شرق القرية، كما أصيب شاب بالرصاص الحي بقدمه، خلال هجوم لهم على قرية برقا شرق رام الله.
نابلس: هاجم مستعمرون قاطفي الزيتون في منطقة شعب الخراب في قصرة، وطالبوهم بإخلاء المنطقة، تحت تهديد السلاح، واطلاق الغاز المسيل للدموع.
واعتدت قوات الاحتلال على قاطفي الزيتون في بلدة عصيرة الشمالية، واستولت على المحصول من ثمار الزيتون في منطقة “برناط” من الجهة الشرقية للبلدة.
وهاجم مستعمرون قاطفي الزيتون في قرية جالود، وأجبروهم ترك أراضيهم.
وفي قرية دوما، هاجم مستعمرون مواطنين خلال قطفهم الزيتون في الجهة الغربية من القرية، واعتدوا عليهم بالضرب، كما طردت قوات الاحتلال قاطفي الزيتون من أراضيهم، وهاجمتهم بقنابل الغاز، وأجبرتهم بالقوة على مغادرة حقولهم.
وفي بلدة بيت فوريك أجبرت قوات الاحتلال المزارعين الفلسطينيين على مغادرة أراضيهم، أثناء قطف ثمار الزيتون في الحقول الواقعة في الجهة الغربية من البلدة، مهددةً باعتقالهم في حال عودتهم لمواصلة عملهم، كذلك الأمر في الجهة الغربية من قرية يانون، حيث احتجزت مجموعة من قاطفي الزيتون في بورين جنوب نابلس، خلال عملهم في أحد الأراضي المصنفة (ب).
كما اعتدى مستعمرون على مواطنين، أثناء قطفهم الزيتون في قرية روجيب، حيث هاجموا المزارعين، ورشوهم بغاز الفلفل، وأجبروهم على مغادرة حقول الزيتون.
سلفيت: اعتدى مستعمرون على مركبات المواطنين بين بلدتي رافات ودير بلوط غربا بالحجارة، بحماية جنود الاحتلال، وكسر آخرون أشجار زيتون، في منطقة الواد شمال قرية ياسوف.
وفي قرية كفر الديك هدمت قوات الاحتلال منزل المواطن سميح الناطور، قيد الإنشاء، بحجة البناء في المناطق المسماة “ج”.
وفي دير بلوط، اقتلع جيش الاحتلال أشتال زيتون، وهدم سياجا، وأجبر قاطفي الزيتون على اخلاء أراضيهم، كما تمت مداهمة المزارعين من بلدة حارس قرب مستعمرة “رفافا”، وأجبروهم على ترك أراضيهم أثناء قطاف أشجار الزيتون، تخلله إصابة المزارع سيف سهيل خضر حسين بحجر في رأسه، إثر اعتداء مستعمرين عليه، من مستعمرة “تفوح” المقامة على أراضي المواطنين في منطقة المشرفة غرب القرية، أثناء قطفه ثمار الزيتون في قرية ياسوف.
جنين: استشهدت المواطنة حنان عبد الرحمن أبو سلامة (59 عاما)، متأثرة بإصابتها برصاص قوات الاحتلال في قرية فقوعة، بينما كانت تقطف ثمار الزيتون مع عائلتها في المنطقة القريبة من جدار الفصل والتوسع العنصري المقام على أراضي القرية.
وقطع مستعمرون من مستعمرة “حومش” عشرات أشجار الزيتون في بلدة جبع، فيما هدمت قوات الاحتلال ثلاث دفيئات زراعية في قرية الجلمة، شمال شرق جنين، في منطقة السهل بالقرية، على مساحة ثلاثة دونمات، تعود ملكيتها للشقيقين أمجد وهشام نادر أبو فرحة.
طولكرم: منعت قوات الاحتلال المزارعين في بلدة رامين من قطف الزيتون، وأجبرتهم على مغادرة أراضيهم، تحت تهديد السلاح، وهددوهم بعدم العودة لأراضيهم، إلا بعد الحصول على تنسيق وتصاريح، بحجة أن المنطقة عسكرية. كما استولت على جرار زراعي في سهل رامين، تعود ملكيته للمواطن فايز احمد فوزي سلمان.
وفي قرية بيت ليد، سرق مستعمرون ثمار زيتون، فيما هاجم آخرون المزارعين أثناء قطفهم ثمار الزيتون في سهل رامين، وأجبروهم على مغادرة أراضيهم، تحت تهديد السلاح.
فيما أحضر مستعمر مسلح أغنامه إلى أراضي السهل، في خطوة استفزازية للمزارعين، وأطلق مستعمرون النار على مشاركين في فعالية نظمتها هيئة مقاومة الجدار والاستيطان لمساعدة مزارعي قرية كفر اللبد، في قطف ثمار الزيتون من أراضيهم.
الأغوار: شرعت سلطات الاحتلال بشق طريق استعماري في الأغوار الشمالية إلى الجنوب الشرقي من قرية كردلة، حيث من المتوقع أن يصل الطريق الى مشارف خربة ابزيق، وهو يأتي على مساحات واسعة من الأراضي، حيث أن جزءا من هذه الأراضي مملوكة للمواطنين، والجزء الآخر منها أراضٍ رعوية جبلية، وكان المستعمرون قد شرعوا بتأهيل الطريق المؤدي إلى البؤرة الاستعمارية الجديدة، بهدف تهجير سكان التجمع.
كما اقتحم مستعمرون تجمع عرب المليحات شمال غرب اريحا، وفتشوا عددا من المنازل، وقاموا بوضع علامات على بعض منها، في إشارة تنذر بخطر وشيك.