مساء الخير، يا بيروت، زينة الدار، وفراشتنا الحجرية الأنيقة

اطلس:كتب يوسف شرقاوي: ولأنك لست كغيرك من شقيقاتك العواصم التي كسرت بفعل حروب التتار البيض، والتتار المتأسلمين، والفرنجة المحتلين، والذين يعتقدون أن بمقدورهم قضم القدس التي خلقت للسلام، وتدمير وحرق بغداد النخيل، ودمشق الياسمين، وصنعاء الأصالة.

ستمضي عشرات الحقب الزمنية قبل أن يكون بمقدورنا أن نعيد جمع الحجارة الجميلة وإعادتها إلى أماكنها أجمل مما كانت.
ولأنك يا بيروت ثغرنا البحري الأجمل لست كغيرك من المدن، لكنك توأم المدينة التي تحبين أن تكونين مثلها، القدس أقرب بقاع الأرض قربا إلى السماء، شرفها الله بنزول الرسالات، وصعود الأنبياء، لم ترَ السلام إلا قليلا، ولايزال السلام يشنق على بوّاباتها العتيقة.
بالأمس البعيد، وفي نفس المكان، أطاح المستعمر التركي برؤوس كوكبة من خيرة أبنائك يا بيروت، وبالأمس القريب، وفي نفس المكان، حرق تتار ومغول العصر الفرنجة الغربيين بقنابل طائراتهم شعبك الذي قاوم مع ضيوفك القسريين الفلسطينيين، شارون ليفسدوا عليه الاحتفال بنشوة انتصاره، ليحولوا مخياله السقيم إلى هزيمة، أجّجت الحقد في شرايين كيانه صنيعة الغرب الاستعماري، وتواطؤ “أشقاء” من بقايا عصر جاهلية قريش والعرب العاربة والمستعربة.
بيروت، فراشتا الحجرية الانيقة، قلعتنا البحرية الأخيرة، سيدركك السلام، كما القدس، ولو في حين.
مساء الخير يا بيروت.

عن Atlas

شاهد أيضاً

لنسقط الاوهام عن ترامب ونستعد للاسوأ

اطلس:كتب د.احمد رفيق عوض : يقولون انه تاجر يحب الصفقات ويكره الحروب، و يقوم إنه …