اطلس: لن تنسى الجماهير العربية عندما قام النظام السياسي العربي بتجميد مقعد سوريا في جامعة الدول العربية، عندما أمرهم سيد البيت الأبيض، في ظل مؤامرة قذرة، كانت تستهدف سوريا، لتقسيمها، إلى دويلات.
لقد كان قراراً متشنجاً، ينم عن فشل في أداء النظام السياسي العربي، الذي أرتضي لنفسه أن يرتمي في أحضان الغرب، ومن حسابات ضيقة، مع أنهم يدركون جيداً أن (المتغطي بالأمريكان عريان، مثل عربي)، وكان بإمكان جامعة الدول العربية عمل الكثير، وإجراء الحوار الهادف والبناء مع نظام الرئيس الأسد وكافة القوى السياسية السورية ولم الشمل ومنع الجحيم الذي حدث.
لقد قررت أمريكا تغيير نظام الحكم في سوريا، واستبدال الرئيس بشار الأسد، ولم تدع وسيلة الا وجربتها، الا أنها فشلت فشلاً ذريعاً، كان ذلك القرار العربي في نوفمبر من العام ٢٠١١، في ظل التيه السياسي العربي الذي انزلق إلى ما آلات خطيرة، ومسايرة موجات التنحي السائدة في ذلك الوقت.
القاهرة في ذلك، وفي عهد سابق، قطعت العلاقات مع سوريا وتلى ذلك عدة دول عربية، في حين بقى مقعد سوريا في الأمم المتحدة والعديد من المنظمات الدولية!!!!!
لقد كان المشهد العربي مزرياً، وبشعاً بسبب العصبية في القرار الذي اتخذ في ظل السيولة السياسية في العالم العربي إثر موجات الربيع التي لم تعرف كيف وأين تتجه!!!!
لقد جاء القرار الأمريكي (إن صح التعبير) لممارسة الضغوط على الرئيس بشار، وهنا نتساءل لماذا أقدم الرئيس مرسي على ذلك؟
كافة المعطيات السياسية في ذلك الوقت كانت تقودها قطر، ولعل تصريح حمد بن جاسم رئيس الوزراء القطري ( الغزالة افلتت ) خير شاهد على ذلك، لكن جمهورية مصر العربية في عهد الرئيس السيسي، كان لها موقف مغاير لذلك، فأجرت حوارات مكثفة وعميقة، حيث انطلقت من العلاقات التاريخية مع سوريا، وحاورت كافة القوى السياسية السورية بما فيها المعارضة السورية من الداخل والخارج واستمعت للجميع، كما أن السوريين في مصر يعاملون كمواطنين في بلدهم، وهذه حقيقة لمسها العرب جميعا، في وقت أغلقت الدول العربية حدودها في وجه السوريين، وفتحتها ميركل الألمانية واستضافتهم ويعيشوا الآن مع الشعب الألماني بأمان واطمئنان !!!!!
اللقاء المصري السوري بين الوزيرين في نيويورك أعاد الحرارة إلى العلاقات، وأصبحت العلاقات جيدة، تخللها التفاهم والتنسيق المشترك، وقريباً، ستفتح سفارتي البلدين.
لقد كان الحوار صريحا كما كشف شكري في موسكو أخيرا، وأكد فيه أن مصر راغبة في أن تكون "فاعلة في معاونة سورية على الخروج من هذه الأزمة واستعادة موقعها ومكانتها في إطار الأمن القومي العربي.
اللافت للنظر أن معظم الدول العربية افتتحت سفاراتها في دمشق، وهنا لا نغفل عن رئيس الاستخبارات السورية الذي زار دمشق قبل أشهر لتحقيق تلك الغاية
ومن الأهمية بمكان يأتي لقاء الوزيرين الأول من نوعه منذ عشر سنوات ليس من باب الصدفة أو المجاملة بل يأتي لأهميته ووضعه في إطار الوضع الإقليمي ومصالح البلدين وربما ينعقد لقاء آخر لإعادة العلاقات الدبلوماسية بين القاهرة ودمشق، بعد أن أعادت دول عربية مثل الإمارات والبحرين وسلطنة عمان فتح سفاراتها في دمشق.
علاقات دمشق مع العالم العربي تسير في الاتجاه الصحيح، خاصة بعد الاتصال الهاتفي بين العاهل الأردني والرئيس بشار والاتفاق على عودة العلاقات الطبيعية، ويبدو إن العاهل الأردني هو من يقود عودة سوريا إلى العالم العربي، ففي زيارته إلى الولايات المتحدة الأمريكية، تحدث مع الرئيس بايدن وأقنعه بأن الأمور تتغير
أن الأوان لعودة عاصمة الأمويين إلى الأمة العربية، لتأخذ سوريا مكانها الطبيعي والمحوري في قضايا إمتها.
أن هذا "التقارب" في العلاقات يأتي في ظل رغبة الأردن بعودة سوريا إلى جامعة الدول العربية، والتعامل مع الأزمة الاقتصادية التي تعاني منها بلاده.
وهنا من يرى إن تطور العلاقات بين البلدين لن يذهب إلى ما هو أبعد من المجال الاقتصادي، إلا برد فعل من النظام السوري.
لقد أدرك الأردن دائماً أن عودة سوريا إلى الصف العربي سيملأ الغياب من قبل قوى إقليمية ودولية، فضلا عن أن الأردن لديه مصالح اقتصادية وتجارية ومائية مع الطرف السوري وهو معني بانسياب بضائع عبر الموانئ السورية وأيضا عودة خط النقل السوري عبر الأردن إلى الخليج العربي.
والحدود مع سوريا شريان مهم لاقتصاد الأردن، إذ تصدر عبرها بضائع أردنية إلى تركيا ولبنان وأوروبا وتستورد عبرها بضائع من سوريا وتلك الدول أيضا.
وفي الحقيقة كان الأردن يحقق مكاسب اقتصادية كبيرة بعلاقاته مع سوريا، حيث الواردات من المعابر الحدودية، هذا من جانب ومن جانب ٱخر الاردن يحتاج سوريا ، لانه يعاني من أزمة اقتصادية خانقة ومديونية مرتفعة، وكذلك الأردن يخسر حصته المائية المشترك مع سوريا نتيجة الأزمة، وبالتالي فالأردن معني بأن يبحث عن مصالحه.