حمدي فراج يكتب : لحظات سنوارية آلمت “إسرائيل” في عمقها و قدراتها

اطلس:مشاهد قليلة تبقى عالقة في ذهن التاريخ من مخلفات الحرب ، أي حرب ، بغض النظر عن مكانها و زمانها و هدفها ، و عمن انتصر فيها ومن انهزم . في حرب طروادة اليونانية الرومانية قبل أكثر من ألفي سنة ، تخلد حصانها الخشبي ، و في موقعة أحد ، قبل ما يزيد على 1400 سنة ، تخلد النازلون عن الجبل قبل انتهاء المعركة طمعا في الغنائم ، في حرب تشرين المجيدة قبل أكثر من خمسين سنة ، تخلد “يوم الغفران” ، و ثغرة الدفرسوار . بالنسبة للمؤرخين هناك عشرات الأشياء التي يتم التوقف عندها في كل حرب ، أثناءها و بعدها ، و بالتأكيد ما قبلها “مسبباتها” .

في الحرب الحالية الدائرة منذ سنة ، ستتخلد أشياء كثيرة ، بحكم حداثة سنها ، ووسائل الاعلام المتطورة التي لم تعد مقتصرة على السمع فقط ، بل و النظر أيضا ، سيتخلد انها ليست حربا بالمعنى العلمي للكلمة ، فهي بين جيش منظم حديث مدعم بكل ما يحتاج من ترسانات الأسلحة العالمية ، و القدرات التكنولوجية و الاستخبارية ، و بين ميلشيات ، عصائب ، كتائب ، تحارب من تحت الأرض ، لا تملك الكثير من مقومات الحرب ، مثل المقاتلات النفاثة التي تملكها إسرائيل ، تصول و تجول بها في أي وقت و في أي مكان ، دون أي اعتراض من مضادات أرضية.

سيتخلد في هذه الحرب (اللا حرب) ، الجوع الذي فرض على الشعب الفلسطيني ، كسلاح امضى من القتل و أدواته المتعددة و الذي اودى بحياة عشرات الاف الأطفال ممن ليس لهم علاقة بحماس او الجهاد او الإسلام او العروبة او السياسة عموما ، لأنهم مجرد أطفال مجردين من أي مفاهيم على الاطلاق .

في غمرة أيام معدودة ، سيقف التاريخ ، كما أشار محللون ذو مشارب مختلفة ، الى يحيى السنوار رئيس المكتب السياسي لحركة حماس ، و رئيس محور المقاومة الفلسطينية عموما ، بأنه قتل في معركة و هو يقاتل ، و قد تجاوز عمره الستين عاما ، قتل صدفة دونما قصد او استهداف ، رغم انه المستهدف رقم واحد ، من قبل إسرائيل و أقمار أمريكا و بريطانيا الصناعية ، و رغم ان خبر مقتله ، خبر مفرح و سعيد للاسرائيليين ، الا أن المفارقة العجيبة ، ان نتنياهو لم يفرح ، إذ ظهر الرجل خارج الانفاق ، لم يكن مختبأ في جحره محاطا بعدد وازن من المختطفين الإسرائيليين ، كما كانت تذيع الماكينة الإعلامية عنه ، لم يرفع يديه للاستسلام ، بل ظل يقاتل حتى الطلقة الأخيرة ، ثم بقنبلة يدوية ، هذا بالطبع يغضب نتنياهو الى الأبد ، و قد صب جام غضبه على من سمح بنشر هذه الصورة التي التقطتها طائرة مسيّرة ، كان يرغب و هو السياسي المحنك ، ان يفبركها ، فيظهره كما أظهرت الماكينة الامريكية صدام حسين أشعثا مذهولا  منهكا مستسلما.

أما المشهد الآخر ، فهو المتعلق بالمسيّرة التي قصفت منزل نتنياهو بعد يوم واحد من العثور على جثة السنوار ، فقد مرت بمحاذاة  مروحية إسرائيلية ، كانت لربما تبحث عنها لتسقطها قبل ان تنفذ هجومها على المنزل او على أي هدف في المدينة . كيف تستطيع مسيّرة قطعت مسافة 70 كيلومتر فتصل الى هدف بعينه ، هو ثكنة عسكرية و أمنية و سياسية ، أكثر منه منزلا ، فتصيبه إصابة مباشرة ، و لربما دمرته عن بكرته ، و لهذا ظلت صورته حتى الآن ممنوعة . و هل تكون المسيّرة التي لم يعلن حزب الله عنها ، و تتهم إسرائيل ايران بها ، قد حملت اسم السنوار

عن Atlas

شاهد أيضاً

مستوطنو حيفا يخشون “كريات شمونه 2”: حزب الله ينفّذ ما هدّد به

كتبت بيروت حمود: كل من يسكن أو يعمل في حيفا، يشعر في الأسبوعين الأخيرين بارتفاع …