حمدي فرّاج يكتب : من “حسبنا الله و نعم الوكيل” الى العظمة والعملقة

اطلس:رسالة الى غزة ، شعبا و مقاومة ، في ظل ما تفوه به “مدير العالم” دونالد ترامب بحقها و هو يستقبل جزارها في بيته “الأبيض” .

إنك قد طويت المرحلة الأخطر من حياتك لتعبري حقبة أخرى من احتلال و حصار و دمار و رماد و خراب ، الى ما هو أكبر و أعظم من الاستقلال ، لقد رأيت بأم عينيك اليماميتين ، حقيقة الاستقلال العربي لأكثر من عشرين دولة ، ماذا فعلت لك و أنت على المقصلة طوال خمسة عشر شهرا . إنك اليوم تترجلين عن المقصلة ، و تعبرين الى العزة و الغار و الشمس و النهار و النصر و الانبهار ، بين قوسين الى العظمة و العملقة .

كل المؤشرات تشير الى ان صفقة الهدنة في مرحلتها الثانية آتية لا ريب فيها ، وهذا بفضل صمود مقاومتك الأسطورية ، بعد أن قالوا فيك ما لم يقله مالك في الخمر ؛ حيوانات بشرية ، وحوش آدمية ، يجدر اجتثاثك عن بكرتك لأنك تؤيدي المقاومة ، و سنّوا لك سكاكين متعددة الجنسيات ، بما في ذلك سكاكين ذرية ،  و كانوا مجمعين و جادين ، فقد بدأوا القتل الابادي “مسح” ، أطفال لا ذنب لهم أبدا ، الا أنهم أطفالك ، أطفال رضّع ، أطفال خدّج ، أطفال لا حول لهم في مقاومة القنابل الامريكية الجبارة ، و لا حتى الجوع و البرد و الامراض السارية . منعوا عنك بالفعل ما هدد به رئيس الكيان ووزير دفاعه ، الغذاء و الدواء و الوقود و الماء و الكهرباء ، و لو استطاعوا منع الهواء لما ترددوا في منعه .

صمدت و صبرت ، و أقصى ما بحت به ، شعارك الخالد : حسبنا الله و نعم الوكيل ، أنّات قليلة مصحوبة ببعض الدمع ، كانت تتغلب على المآقي التي أحرقها الحزن و الفقدان ، كان يتصيدها الاعلام الحرباوي المراوغ ، الذي كان يستضيف وجوه كالحة في فيهها ماء ، يبصقه على المقاومة بدلا من ان يبصقه على نفسه . أحد هؤلاء اقترح على حماس تسليم الاسرى المختطفين الى قطر ، و آخر قال ان طوفان الأقصى مؤامرة بين نتنياهو و السنوار . و صرنا في الضفة نردد ما كنت تقوليه ضد الإسرائيليين ، نردده ضد بعض هؤلاء الفلسطينيين  : حسبنا الله و نعم الوكيل .

إن ترامب في طرحه الأخير ، أمام مجرم الحرب الذي وصل الى واشنطن بطرق ملتوية كما المهربين و اللصوص ، يعرف تماما أنك صبرت و ثابرت و انتصرت على هذا المتبرقع بأساطير الدين الكاذب ، و لهذا اعتبر غلاة دعاته من سموترتش و درعي و بن غفير ، ان ترامب اصبح ربانيا في طرحه الرباني ، كان بهذا يريد ان يفسد عليك أفراحك ؛ وقف القتل الابادي الاعمى ، ابناؤك يعودون من الجنوب الى الشمال ، حتى لو من الدمار الى الدمار ، خيرتهم يخرجون من الغياهب بهامات مرفوعة و ألسنة تلهج بالشكر لك ، لك وحدك .

ان المسكون بجنون العظمة (البارانويا) ، المدان لتوه بارتكاب 33 جريمة ، أمام زميله في ارتكاب جرائم إبادة ، لا يعرف انه و هو يضع أسمك على شفاه شعوب العالم بكل اللغات ، قد توجك بتاج العظمة لشعب يجترح المعجزات ، و في تضحياته من موت و دمار انما يستلهم الحياة .

زعم الفرزدق ان سيقتل مربعا / فابشر بطول سلامة يا مربع .

عن Atlas

شاهد أيضاً

رباح جبر يكتب : قراءة متأنية في ما وراء مشروع ترامب لتهجير شعبنا وآفاق توسيع اشتباك المنطقة مع السياسة الأمريكية

كثرت التحليلات والمقالات والمواقف المتعلقة بدعوات ترامب لتهجير الشعب الفلسطيني من غزة وخاصة بعد مؤتمره …