اطلس:تغيير تعيين القضاة في إسرائيل هو جزء من الإصلاحات القضائية التي تحاول حكومة بنيامين نتنياهو الدفع بها، والتي تهدف إلى تقليص صلاحيات المحكمة العليا وتعزيز سيطرة الحكومة على تعيين القضاة. هذه التعديلات تهدف إلى منح السياسيين، خصوصًا الحكومة والكنيست، نفوذًا أكبر على السلطة القضائية، مما يقلل من استقلالية المحاكم.
محاولات نتنياهو وليفين لتغيير الأهداف:
وزير العدل ياريف ليفين، وهو أحد مهندسي هذه التعديلات، يسعى إلى إعادة تشكيل النظام القضائي ليصبح أكثر توافقًا مع رؤية الحكومة اليمينية الحالية. التعديلات تشمل:
1. تغيير آلية تعيين القضاة بحيث يكون للحكومة دور أكبر في اختيارهم.
2. تقليص صلاحيات المحكمة العليا في إلغاء قوانين يقرها الكنيست.
3. إضعاف قدرة المستشارين القانونيين على تقييد الحكومة في قراراتها.
التداعيات على الشارع الإسرائيلي:
هذه التعديلات أثارت احتجاجات شعبية واسعة منذ الإعلان عنها، حيث خرج مئات الآلاف في مظاهرات مستمرة منذ أكثر من عام. التأثيرات تشمل:
انقسام حاد في المجتمع بين مؤيدي الإصلاحات الذين يرون أنها ضرورية لتصحيح “تجاوزات” القضاء، ومعارضيها الذين يعتبرونها تهديدًا للديمقراطية.
توترات داخل الجيش والمؤسسات الأمنية، حيث رفض العديد من جنود الاحتياط الخدمة احتجاجًا على الإصلاحات.
تأثير اقتصادي سلبي، حيث حذر مستثمرون وشركات من تراجع ثقة الأسواق في إسرائيل بسبب المخاوف من ضعف استقلال القضاء.
ضغط دولي متزايد، خاصة من الولايات المتحدة، التي عبرت عن قلقها من تأثير هذه التعديلات على الديمقراطية الإسرائيلية.
بالمجمل، هذه التعديلات تمثل أحد أكبر التحديات الداخلية لحكومة نتنياهو، وقد تؤثر بشكل كبير على الاستقرار السياسي في إسرائيل في المستقبل القريب.
الشارع الإسرائيلي منقسم بشدة حول هذه التعديلات، ومن غير المرجح أن يقبل بها بسهولة، خاصة أن الاحتجاجات ضدها كانت من بين الأكبر في تاريخ إسرائيل. هناك عدة عوامل تؤثر على قبول الشارع لهذه التغييرات:
1. المعارضة الشديدة من قطاعات واسعة
مئات الآلاف خرجوا في مظاهرات متواصلة منذ أكثر من عام، مما يعكس رفضًا شعبيًا قويًا.
احتجاجات من قادة الأعمال، الأكاديميين، والمحامين الذين يرون أن هذه التعديلات تهدد الديمقراطية.
رفض بعض جنود الاحتياط في الجيش الخدمة، مما يعكس قلقًا في المؤسسات الأمنية.
2. الانقسام السياسي والمجتمعي
الأحزاب اليمينية والمتدينة تدعم التعديلات، وترى أنها ضرورية لإصلاح القضاء، الذي تتهمه بالانحياز للنخبة الليبرالية.
المعارضة السياسية، بقيادة يائير لابيد وبيني غانتس، ترفضها تمامًا وتحذر من أنها تهدد التوازن الديمقراطي.
المجتمع الإسرائيلي نفسه منقسم بين اليمين المحافظ الذي يؤيد التعديلات واليسار والوسط الذين يرونها خطرًا على الديمقراطية.
3. التأثيرات الاقتصادية والأمنية
هناك تحذيرات من شركات كبرى بأن إسرائيل قد تفقد استثمارات إذا ضعفت استقلالية القضاء.
التوتر داخل الجيش، خاصة بين وحدات النخبة، قد يؤثر على الجاهزية العسكرية، وهو أمر حساس جدًا في إسرائيل.
الضغوط الدولية، خاصة من الولايات المتحدة، قد تجعل الحكومة تعيد النظر في مدى تنفيذ هذه التعديلات.
الخلاصة
من غير المحتمل أن يقبل الشارع الإسرائيلي بهذه التغييرات بسهولة. في حال أصر نتنياهو وحكومته على تنفيذها دون توافق واسع، فمن المرجح أن تستمر الاحتجاجات، وربما تتصاعد إلى أزمة سياسية أعمق تؤدي إلى انتخابات مبكرة أو تغيير في تركيبة الحكومة او عصيان مدني او استمرار مظاهرات ممكن ان تؤدي الى هزات وحرب أهلية طاحنة.