حمدي فراج يكتب : لم يحصلوا على كلمة شكرا.. و الديك العربي يتحول الى فرخة

اطلس:بدأت المناكفة بين “مدير العالم” ترامب ، و بين نتنياهو مدير الدولة المدللة ، دفيئة أمريكا و بقية دول الاستعمار في العالم ، هذه المناكفة التي كنا معظمنا نتوقعها ، لكن ليس بهذه السرعة مع وصوله المئة يوم الأولى في البيت الأبيض . ناهيك اننا شهدنا مثلها مع المدير السابق الديمقراطي جو بايدن .

الملفت للنظر ان يكون احد أسباب انفجار المناكفة ، هو موضوع الاتفاق مع اليمن ، و بالتحديد مع انصار الله “الحوثيون” و بدون علم او معرفة نتنياهو بالأمر . هؤلاء الوحيدون تقريبا في النظام العربي الذين انتصروا لغزة منذ اليوم الأول لمحاصرتها و ابادتها و تدميرها و تجويعها ، و لم يحصلوا من توليفة هذا النظام ،  على كلمة “شكرا” ، و كأن هذا النظام  ليس عربيا ، او لكأن الحوثيين هم ليسوا عربا . لكن ترامب تعامل معهم كما لو انهم ليسوا بشرا ، تماما كما تعامل نتنياهو مع غزة ، فشن عليهم حربه الاسطولية ، و استحضر حاملة طائرات ثانية و بدأ بقصفهم متشاركا و متناوبا مع بريطانيا و مع إسرائيل . صمدوا و أكدوا على مبدئية موقفهم و انسانيتهم و انتمائهم ، في منطقة لا يجرؤ أي زعيم ان يعارضها او يعاندها ، فما بالك ان يحاربها .

و بغض النظر عن كيفية التوصل الى الاتفاق ، و الأسباب الصحيحة ، فهل حقق ترامب هدفه في وقف الحوثيين من قصف إسرائيل او سفنها و السفن الذاهبة اليها و الآيبة منها ، أم انه استمر في قصفها ، و أنه بعد ان اغلق البحر أمامها ، اغلق الجو أيضا ، و ها هي مئات شركات الطيران العالمية من عشرات الدول تعلن الالتزام بالقرار و توقف رحلاتها الى الدفيئة . حتى ترامب نفسه ، أشاد بالحوثيين و امتدح شجاعتهم و التزامهم بما يقولون . إذن المشكلة ليست في ترامب ، لا و لا حتى عندما منح القدس كلها لنتنياهو في ولايته الأولى ، و لا عندما قال بامتلاك غزة و تحويلها لريفيرا جديدة بعد تهجير شعبها منها . المشكلة فيك أيها العربي المسؤول ، في تربيتك و خلقك و فكرك وعبوديتك و قلة انتمائك و شهوانيتك و جهلك و خوفك و كل تكوينك النفسي و الروحي . هل تصدق ، على مدار سنتين تقريبا ،  ان لا زعيما عربيا واحدا قام بتهديد نتنياهو “أوقف هذه المذبحة الإبادة ، وإلا” ، و ما كنا لنطمع في عزة او الضفة ، بأن يكون هذا التهديد بأكثر من وقف التطبيع أو طرد السفير ، ما قام به اخ لنا لم تلده امنا من أمثال التشيلي و جنوب افريقيا و نيكاراغوا … الخ .

قبل خمسة وأربعين سنة كتب نزار قباني قصيدة الديك التي نفي على اثرها من سوريا : في حارتنا ديك سادي سفاح / ينتف ريش دجاج الحارة كل صباح / ينقرهن يطاردهن يضاجعهن ويهجرهن ، ولا يتذكر أسماء الصيصان / في حارتنا ديك يصرخ عند الفجر كشمشون الجبار / يطلق لحيته الحمراء ويقمعنا ليلا ونهار / في حارتنا ثمة ديك عدواني ، فاشيستي ، نازي الأفكار / سرق السلطة بالدبابة ، ألقى القبض على الحرية والأحرار / ألغى وطنا ، ألغى شعبا ، ألغى لغة ، ألغى أحداث التاريخ ، وألغى ميلاد الأطفال ، و ألغى أسماء الأزهار .  لكن نزار لم يقل لنا كيف يتحول الى فرخة بمجرد وصول ديك اجنبي الى حظيرته

عن Atlas

شاهد أيضاً

بدران جابر… القامة التي لم تنحنِ والسجين الذي حررنا جميعاً

كتب م. المهندس. غسان جابر : في 25 كانون الثاني/يناير 2022، أغمض القائد الوطني الكبير …