صحيح أن الخسارة صعبة، خاصة إذا كان ذلك في الثواني الأخيرة من زمن المباراة، لكن ذلك لا يعني نهاية المطاف بل يجب أن يكون نقطة الانطلاق نحو المستقبل.
صنعنا التاريخ رغم عدم التأهل، لأننا نعيش ظروفا استثنائية، لكننا قادرون على تخطي الصعاب وتجاوز كل الأزمات، رغم بشاعة المحتل ومستعمريه الذين يمارسون كل يوم إجرامهم وإرهابهم ضد شعب أعزل، وسط إدانات دولية وعالمية خجولة.
الفدائي أراد خلال هذه التصفيات إدخال الفرحة والبهجة التي لن تكون كاملة لأبناء شعبنا، لأننا منذ أكثر من عام ونصف ونحن نعيش حالة من الحزن بسبب إجرام المحتل في قطاعنا الحبيب، حيث ارتقى حوالي 55 ألف شهيد وأكثر من ربع مليون إصابة في صفوف أبناء شعبنا غالبيتهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى دمار هائل ومنظم لم يحدث منذ الحرب العالمية الثانية.
كنا نأمل في التأهل للمحلق لأن القيمة ليست فقط رياضية بل سياسية وأخلاقية، حيث كان منتخبنا من الناحية الرياضية سيصبح من الدول الكبيرة والمتقدمة في عالم المستديرة، وأخلاقيا سيواصل توجيه رسالة للعالم أجمع وخاصة “الفيفا” بأننا نستحق أن يكون لنا كباقي العالم ملعبا بيتيا نفتخر به ولنا الحق بأن نمارس الرياضة في بلدنا، وأن يضع العالم حدا لعنجهية الاحتلال الذي يتمادى يوميا بجرائمه، وبضرورة اتخاذ قرار حاسم بمعاقبة أندية المستوطنات المقامة على أراضي دولة فلسطين.
15 مليون فلسطيني موزعون على دول العالم، وفي الداخل وأراضي الـ48، كانوا ينتظرون من منتخب الحالمين أن يتجاوز عمان والوصول إلى ملحق كأس العالم، لكن قدر الله وما شاء فعل، لكن بالتأكيد لن تكون الهزيمة نهاية الحلم.
المنتخب بما يضمه من لاعبين أغلبهم صغار السن، يمكن البناء عليه للمستقبل، خاصة أننا بعد أشهر قليلة مع لقاء حاسم وصعب مع المنتخب الليبي الشقيق للتأهل لبطولة كأس العرب، ما يؤكد ضرورة الحفاظ على هذه التشكيلة والعمل على تعزيزها بلاعبين جدد من طيورنا المهاجرة في مختلف دول العالم.
نقاط القوة في المنتخب كانت كثيرة، خاصة مع استلام المدرب الوطني إيهاب أبو جزر دفة التدريب في آخر 4 جولات، حيث حقق الانتصار في لقاءين وتعادل في لقاء وخسر واحدا، لكن في اللقاء الأخير لم يكن موفقا في قراراته، خاصة التراجع غير المبرر بعد إحراز الهدف، رغم النقص العددي في صفوف المنتخب العماني، ما سمح للمنتخب العماني الخروج من منطقته وتهديد المرمى الفلسطيني في أكثر من مناسبة.
بالمجمل المنتخب جمع 10 نقاط خلال مشواره في التصفيات، وقدم مباريات قوية، حيث كان المنتخب الوحيد الذي لم يخسر أمام أقوى منتخبات المجموعة كوريا الجنوبية، وتعادل معه في العاصمة سيؤول سلبا، كما فرض عليه التعادل في العاصمة الأردنية عمان بهدف لمثله، النقطة السلبية كانت الهزيمة أمام المنتخب الأردني في الذهاب والإياب لتواصل العقدة الأردنية ملازمة له منذ سنوات، ولو استطعنا تحقيق التعادل في لقاء لكان الوضع مختلفا.
إذن المباريات الـ5 الأولى لنا كانت هي السبب الرئيس في خروجنا ووداعنا الملحق، حيث تعرضنا خلالها لثلاث هزائم وتعادلين، رغم أن البداية كانت أكثر من رائعة عندما أحرجنا “الشمشون” الكوري على أرضه وخرجنا بتعادل عادل، لكن قلة الخبرة وغياب الحظ حرمنا من الخروج ولو حتى بالتعادل أمام العراق وعمان، وخطفنا تعادلا من الكويت في اللحظات الأخيرة.
قرار تعيين المدرب أبو جزر موفق ولكنه جاء متأخرا، وكان يجب أن يكون في بداية التصفيات الآسيوية المؤهلة لكأس العالم، خاصة أن الكرة الفلسطينية معروف عنها قوتها بمدرب محلي يكون قريبا من اللاعبين، خاصة أن أبو جزر قدم أداء جيدا مع المنتخب الأولمبي وكانت له نتائج جيدة معه.
لا بد أن نوجه الشكر والتقدير لنجوم الفدائي على كل ما قدموه مع المنتخب خلال التصفيات، بدءا من الحارس الرائع رامي حمادة الذي قدم أداء رائعا في كافة المباريات، ونجومنا عدي الدباغ، وتامر صيام، ومصعب البطاط، ووسام أبو علي، وآدم الكايد، وأسد حملاوي، ووجدي نبهان، وحامد حمدان، وموسى فيراوي، وميلاد تيرمانيني، واحمد طه، ومحمود أبو وردة وياسر حمد ومحمد صالح، والوافد الجديد محمد حبوس، وعميد محاجنة، ووجدي نبهان، وعميد صوافطة، والوافد الجديد اغوستين منصور المحترف في الدوري الممتاز بالبارغواي، وزيد قنبر، وعدي خروب، وغيرهم من النجوم.