كشف مسؤولون إسرائيليون في مجال الأمن السيبراني أن إيران تخترق كاميرات المراقبة الأمنية الخاصة في جميع أنحاء إسرائيل لجمع معلومات استخباراتية في الوقت الفعلي، بهدف تحسين دقة ضرباتها الصاروخية.
وأكد رفائيل فرانكو، النائب السابق للمدير العام للمديرية الوطنية الإسرائيلية للسايبر، أن “الإيرانيين يحاولون الاتصال بالكاميرات لفهم ما حدث وأين أصابت صواريخهم لتحسين دقتها”.
كما أكد متحدث باسم المديرية الوطنية الإسرائيلية للسايبر (INCD) لوكالة بلومبرغ أن “الكاميرات المتصلة بالإنترنت تُستهدف بشكل متزايد كجزء من التخطيط الحربي الإيراني”.
وقد أظهرت هذه العمليات السيبرانية تأثيرًا مباشرًا، حيث صرح مسؤول إسرائيلي لوكالة بلومبرغ في 19 يونيو بأن معدل اعتراض الدفاعات الجوية لتل أبيب انخفض بنسبة 25 بالمائة على مدى يومين.
وفي حادثة منفصلة، ضرب صاروخ باليستي إيراني واحد منطقة بئر السبع، وأصاب منشأة عمليات بيانات تابعة لشركة مايكروسوفت، ولم تتمكن الدفاعات الجوية الإسرائيلية من اعتراضه.
في ضوء هذه الاختراقات، أصدر مسؤول إسرائيلي سابق في مجال الأمن السيبراني تحذيرًا عاجلًا عبر الإذاعة العامة، طالبًا من الإسرائيليين “إيقاف تشغيل كاميرات المراقبة المنزلية الخاصة بهم أو تغيير كلمة المرور على الفور”.
وقد دعمت المديرية الوطنية الإسرائيلية للسايبر هذا التحذير.
كما اتخذت إسرائيل إجراءات لمنع إيران من الاستفادة من المعلومات مفتوحة المصدر، حيث “فرضت قيودًا على وسائل الإعلام الأجنبية التي تبث لقطات لمواقع سقوط الصواريخ”، محذرة من أن “العدو يراقب اللقطات لتحسين قدراته الهجومية”.
وتخضع صور مواقع التأثير في إسرائيل “لتعتيم إعلامي رسمي”.
يُشار إلى أن استغلال كاميرات المراقبة المنزلية يمثل مشكلة متكررة ظهرت في صراعات عالمية أخرى، حيث استخدمت روسيا تكتيكات مماثلة بعد غزوها لأوكرانيا.
كما قامت حركة حماس باختراق كاميرات المراقبة قبل عملية “طوفان الأقصى” في أكتوبر 2023.
وقد حذر باحثون من نقاط الضعف في كاميرات المراقبة لأكثر من عقد من الزمان.
وفي سياق أوسع للحرب السيبرانية بين البلدين، ادعت مجموعة اختراق موالية لإسرائيل تُعرف باسم “Predatory Sparrow” مؤخرًا مسؤوليتها عن تعطيل بنك إيراني رئيسي واختراق بورصة عملات مشفرة إيرانية، مما أدى إلى اختفاء حوالي 90 مليون دولار من العملات المشفرة.
من جانبها، أقرت السلطات ووسائل الإعلام الإيرانية بأن البلاد تعرضت “لهجمات سيبرانية إسرائيلية واسعة النطاق”، ونفذت إيران “تعتيمًا شاملًا للإنترنت” في محاولة لعرقلة جهود إسرائيل، والذي قال إنه عطل طائرات بدون طيار أطلقت داخليًا ضد إيران من قبل عملاء تابعين للموساد الإسرائيلي.