اطلس: تُعاني العاصمة الإيرانية طهران من أزمة مياه حادة، تُهدد الحياة اليومية للمدينة. أعلنت السلطات إغلاق المراحيض العامة في محاولةٍ للحد من استهلاك المياه، وهو قرارٌ سيُطال الفئات الأكثر ضعفًا في المقام الأول: كبار السن، وذوي الإعاقة، وأولياء أمور الأطفال الصغار.
أثارت هذه الخطوة انتقاداتٍ شعبيةً واسعة، إذ يرى السكان أنها استجابةٌ يائسةٌ لأزمةٍ مستمرةٍ أُسيءَت إدارتها لسنوات.
وحذّر الرئيس الإيراني مسعود بازخيان من أنه ما لم تُتخذ قرارات سريعة وجذرية، فقد تُفرغ خزانات مياه طهران تمامًا بحلول نهاية الصيف.
ويقدر الخبراء أن المدينة تقترب من نقطة حرجة – “يوم الصفر” – حيث ستتوقف الصنابير عن تدفق المياه في أجزاء كبيرة منها.
في الوقت نفسه، يعاني حوالي 80% من منازل المدينة من انخفاض حاد في ضغط المياه، وفي العديد من المباني الشاهقة، تنقطع المياه لساعات طويلة يوميًا.
الأزمة الحالية ناتجة عن مزيج من الانخفاض الكبير في هطول الأمطار وسوء إدارة المياه المستمر.
وقد أدى الإفراط في ضخ المياه الجوفية، والإسراف في الزراعة، والتوسع العمراني العشوائي، إلى وصول العاصمة الإيرانية إلى وضع يفوق فيه الطلب على المياه العرض بكثير.
وتغرق الأرض في طهران بمعدل عشرات السنتيمترات سنويا، وهي نتيجة مباشرة لاستنزاف طبقات المياه الجوفية تحت المدينة.
في غضون ذلك، تسعى الحكومة إلى اتخاذ خطوات فورية. فقد أُعلنت عطلات خاصة في محاولة لخفض الاستهلاك، وهناك نقاشات حول تمديد الإجازات للسماح للسكان بمغادرة المدينة وتخفيف العبء على شبكات المياه. لكن الخبراء يقولون إن هذه مجرد حلول تجميلية لا تعالج جذور المشكلة.