منظمة آكشن إيد الدولية تصدر تقرير دولي : الحرب على قطاع غزة تركت آثار مروعة على النساء والفتيات الفلسطينيات

اطلس: سلط تقرير جديد صادر عن منظمة آكشن إيد الدولية الضوء على الآثار المروعة للحرب المستمرة ضد غزة وتصاعد العنف في الضفة الغربية على النساء والفتيات الفلسطينيات، بالإضافة إلى صمودهن الملحوظ وقيادتهن في مواجهة الأزمة.

ويدعو التقرير، الذي يحمل عنوان ” عاملات  التغيير: دور المؤسسات الفلسطينية التي تقودها النساء في الأزمات”، إلى زيادة تمويل ودعم هذه المؤسسات  وإشراك المرأة في عمليات بناء السلام وإعادة الإعمار، مع تسليط الضوء على الحاجة الماسة إلى وسائل ومقاربات حساسة للنوع لمعالجة التحديات الفريدة التي تواجهها النساء والفتيات.

ويعرض التقرير تفاصيل التحديات الشديدة التي تواجهها النساء والفتيات المبنية على الشهادات المباشرة من النساء اللواتي يعيشن في غزة والضفة الغربية، بما في ذلك الناشطات والقياديات. شملت تلك التحديات زيادة خطر العنف المبني على النوع الاجتماعي والصدمات النفسية العميقة، كما يكشف التقرير أيضا الصمود الكبير الذي تظهره النساء يوميًا وهن يعملن على قيادة تعافي المجتمع والمدافعة عن السلام.

وتابع التقرير ان النساء الفلسطينيات تأثرن بشكل غير متناسب بالحرب على غزة، حيث يعانين من مستويات شديدة من التوتر والقلق والصدمات، وترك النزوح المستمر النساء في حالة دائمة من عدم الاستقرار، وتعاني النساء من ازدياد العنف المبني على النوع الاجتماعي: أدت الحرب المستمرة على غزة إلى تفاقم المهددات التي تعاني منها النساء، مما يزيد من خطر العنف الجنسي والعنف المبني على النوع الاجتماعي، والزواج الاجباري والاستغلال. تفيد النساء في مخيمات النزوح عن فقدان صارخ للخصوصية والسلامة، غالبًا ما يواجهن المضايقات وسوء المعاملة في مراكز الإيواء المكتظة، حيث أشارت إحدى المشاركات في المجموعات البؤرية: “في الماضي، كانت الجدران غطاء لنا، واليوم أصبحت هذه الجدران مجرد قطعة من النايلون”. تواجه النساء في الضفة الغربية، العنف الذي يمارسه الجنود الإسرائيليين والمستوطنين.

وحسب التقرير تعاني النساء أيضا من فقدان المساحات الآمنة والخدمات الخاصة بالنوع الاجتماعي، وتواجه النساء في الوقت ذاته انخفاض بشكل كبير الوصول إلى المساحات الآمنة والدعم للنساء اللاتي يعانين من العنف الجنسي والعنف القائم على النوع الاجتماعي بسبب النزوح القسري المتكرر ونقص التمويل وتحديات الاتصالات.  قد أدى الانهيار الكامل للنظام القانوني في غزة إلى خلق فراغ قانوني، مما ترك النساء غير قادرات على الحصول على العدالة.

ويكشف التقرير عن ظروف الرعاية والولادة القاسية للأمهات في غزة، حيث تواجه النساء الحوامل حالات ولادة شديدة الخطورة مع رعاية طبية قليلة أو حتى معدومة ، مما يؤدي إلى نتائج مأساوية. أصبح الوصول إلى الرعاية الصحية الجنسية والإنجابية الكافية مستحيلاً في غزة، حيث علقت إحدى المسؤولات عن مركز صحة المرأة قائلاً: “إن إدخال اللولب غير ممكن بسبب عدم تعقيم المواد التي يحتاجها الطبيب”

تولت النساء اللواتي يعشن في مخيمات النزوح في غزة أعمالاً تتطلب جهداً بدنياً وتستغرق وقتاً طويلاً لتدبير أمور أسرهن في منطقة الحرب، بدءاً من حمل عبوات الماء الثقيلة ونقلها  إلى خيامهن إلى الطهي على النيران المكشوفة، مع القيام في الوقت نفسه أيضاً بمسؤوليات رعاية إضافية. إن النساء في غزة هن آخر من يتناولن الطعام وأقل ما يأكلن لضمان إطعام الآخرين في الأسرة بسبب النقص الحاد في الطعام، وعلقت هالة، الموظفة في مؤسسة التحالف من أجل التضامن : ” أسوأ شيء تفعله النساء، أنهن أنفسهن الترتيب الأخير على قائمة كل شيء حيث تقلل من أولوياتها وتعتني بالآخرين”.

القيادة النسوية في خضم الأزمة: على الرغم من هذه التحديات الهائلة، تقلدت المرأة الفلسطينية إلى أدوار قيادية هامة داخل مجتمعها، تنوعت ما بين إدارة مخيمات النزوح والدعوة إلى توفير الموارد، تقود النساء بشكل فاعل الجهود المبذولة لإعادة بناء غزة. سميرة، مديرة مخيم الاستقامة، حولت حزنها الشخصي إلى دعم مجتمعي، قائلة: ” بعد أن فقدت أطفالي وبيتي، أخذت على عاتقي أن أسعى جاهداً لمساعدة النازحين” .

ويدعو التقرير إلى إشراك المرأة الفلسطينية بشكل فعال في جميع مفاوضات السلام والحوارات السياسية المتعلقة بمستقبل المنطقة، والاعتراف وإدراك النساء على أنهن عوامل أساسية للتغيير في تعافي غزة”.

وقالت مسؤولة التواصل والمناصرة في مؤسسة آكشن إيد فلسطين، رهام جعفري: “تواجه النساء والفتيات في فلسطين تحديات فريدة وشديدة مع استمرار الحرب المدمرة في غزة وتصاعد العنف في الضفة الغربية، ولكن وسط هذه الأزمات يظهرن صمود كبير كقياديات ناشئات يكتسبن ثقة مجتمعهن”. يجب ألا يتم تهميش أصوات النساء وآرائهن. لقد حان الوقت للفاعلين الدوليين والمحليين لتقييم المساهمة الأساسية للمرأة من خلال زيادة التمويل للمؤسسات التي تقودها النساء وضمان حصول المرأة على مقعد ومركز على الطاولة عند اتخاذ قرارات حاسمة بشأن فلسطين ومستقبلها.

ليس من الضروري فقط أن يتم سماع أصوات النساء الفلسطينيات فحسب، بل من المهم أيضا أن يجب العمل على أساسها في ظل استمرار الحرب في غزة وتصاعد العنف في الضفة الغربية. تدعو منظمة أكشن إيد إلى زيادة التمويل بشكل عاجل للمؤسسات التي تقودها النساء، والتي تعتبر خبرتها وقيادتها أساسية لجهود التعافي وبناء السلام. يجب أن يكون للنساء دور مركزي في جميع مفاوضات السلام وعمليات إعادة الإعمار، مما يضمن أن تكون وجهات نظرهن وحلولهن الفريدة جزءًا من بناء مستقبل مستدام لفلسطين.

عن Atlas

شاهد أيضاً

مستعمرون يقتحمون “قبر يوسف” شرق نابلس

اطلس:اقتحم مستعمرون، الليلة الماضية، قبر يوسف شرق مدينة نابلس. وقالت مصادر محلية، إن عشرات المستعمرين …