اطلس: تستضيف العاصمة العراقية بغداد، اليوم السبت، القمة الرابعة والثلاثين لجامعة الدول العربية، وسط استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وتصعيده، وتفاقم الأزمة الإنسانية، وبعد جولة خليجية للرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي أكد رغبته في “امتلاك” القطاع.
وتنعقد القمة في ظل تغييرات إقليمية بارزة، بمشاركة القادة العرب، إلى جانب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، ورئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز الذي اعترفت بلاده العام الماضي بالدولة الفلسطينية ويُعد من أبرز منتقدي الاحتلال الإسرائيلي في أوروبا.
ووصل الرئيس محمود عباس إلى بغداد بعد ظهر الجمعة، فيما أفاد مصدر دبلوماسي بأن معظم دول الخليج ستمثل على المستوى الوزاري.
غزّة وسوريا ولبنان في صدارة الأجندة
وقال أستاذ الدراسات الاستراتيجية في جامعة بغداد إحسان الشمّري، إن القمة ستبحث “مبادرة شاملة لوقف الحرب في غزة، إعادة الإعمار، والمساعدات الإنسانية”، إضافةً إلى “دعم المرحلة الانتقالية في سوريا والحكومة الجديدة في لبنان”.
وتأتي القمة بعد اجتماع طارئ عُقد في القاهرة في آذار/مارس الفائت، تبنّى خطة لإعمار غزّة وعودة السلطة الفلسطينية إلى القطاع، كبديل لخطة ترامب التي تدعو إلى تهجير السكان ووضع القطاع تحت السيطرة الأميركية.
وقال وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين إن قمة بغداد “ستدعم” قرارات قمة القاهرة، مؤكداً أن القضية الفلسطينية تتصدر جدول الأعمال.
وأشار الشمّري إلى “خصوصية القمة في ظل حديث إسرائيل عن شرق أوسط جديد يشمل جزءاً كبيراً من الدول العربية”، وذلك عقب إعلان الاحتلال في 5 أيار/مايو خطة لـ “احتلال” غزة تتضمن تهجير سكانه داخلياً.
وخلال جولته الخليجية، قال ترامب من الدوحة: “سأكون فخوراً لو امتلكت الولايات المتحدة غزة وجعلتها منطقة حرية”.
وتعقد القمة أيضاً في وقتٍ تسعى فيه السلطات السورية الجديدة لتثبيت الحكم وصياغة علاقات جديدة داخلياً وخارجياً. وكان ترامب قد التقى في الرياض أحمد الشرع، الرئيس السوري الانتقالي، وذلك بعدما أعلن رفع العقوبات عن سوريا التي فُرضت خلال حكم النظام السابق.
وذكر البيت الأبيض أن ترامب قدّم للشرع سلسلة مطالب، أبرزها الانضمام إلى اتفاقات التطبيع مع “إسرائيل”. ولن يشارك الشرع في القمة بسبب اعتراضات سياسية داخل العراق، وسيرأس وزير الخارجية أسعد الشيباني وفد سوريا.
مفاوضات أميركية – إيرانية وتأثيرها الإقليمي
ويُعقد الاجتماع العربي بينما تخوض إيران مفاوضات حاسمة حول ملفها النووي مع الولايات المتحدة والدول الأوروبية، وحول رفع العقوبات عنها. وتحدث ترامب هذا الأسبوع عن قرب التوصل إلى اتفاق مع طهران بشأن برنامجها النووي.
واعتبر الشمّري أن القادة العرب “سيناقشون في جلساتهم المغلقة ما يمكن أن تفرزه هذه المفاوضات وتأثيرها سواء على مستوى التسوية أو حتى على مستوى الصِدام”.