العدوان الأمريكي على إيران: تورط سيحرق الاخضر واليابس

اطلس:كتب خالد سعيد نزال  :جرح التاريخ ينزف من جديد

تحت أنقاض مفاعل فوردو، تختلط رائحة البارود بصرخات محمد مصدق… الرئيس الإيراني المنتخب الذي أطاحه انقلاب “أجاكس” الأمريكي-البريطاني عام 1953 اليوم، بعد 72 عامًا، تعود شظايا التاريخ لتمزّق جسد الشرق الأوسط ضربة عسكرية أمريكية “استباقية” تزعم تدمير البرنامج النووي الإيراني، لكنها في الواقع أشعلت فتيل حربٍ قد تُعيد رسم خريطة المنطقة. السؤال المحوري: هل ستكون هذه الضربة القاضية التي تُدخل إيران “بيت الطاعة”، أم الشرارة التي تُطلق العنان لعصر نووي جديد؟”
الفصل الأول: تشريح الضربة.. بين الواقع والخداع الاستراتيجي
1. الأسلحة والأهداف: خرافة “الإبادة الكاملة”
–  القنابل الخارقة (GBU-57)
– وزنها 13.6 طن، صُممت لاختراق 60 مترًا في الخرسانة، لكنها واجهت طبقة صخرية سمكها 90 مترًا في “فوردو”
– تقريرالمعهد الملكي للخدمات المتحدة (RUSI) “تدمير الموقع يتطلب ضربات متكررة على نفس النقطة”  – التناقض في التقييم:
– الرواية الأمريكية “تدمير كامل لمنشآت تخصيب اليورانيوم” تصريح ترامب الرسمي
– الواقع الفني صور الأقمار الصناعية لشركة Maxar تُظهر أضرارًا سطحية في مداخل الأنفاق
– الوكالة الدولية للطاقة الذرية*: “لا ارتفاع في الإشعاعات.. لا دليل على تدمير كامل”
2 . خدعة “الأسد الصاعد”: التخطيط بعبقرية شيطانية
كشفت تسريبات إسرائيلية عن خطة خداع متعددة المستويات
1 . خدعة العطلة الرئاسية*: إيهام إيران بأن نتنياهو منشغل بحفل زفاف ابنه 16 يونيو .
2 . تمويه بالأزمات الداخلية*: تضخيم أزمة “تجنيد الحريديم” وصفقة رهائن غزة .
3. تسريبات مضللة*: إشاعة أن مفاوضين إسرائيليين ذهبوا إلى واشنطن لبحث المفاوضات النووية في عُمان .
4. الضربة نفذت في اليوم 61 من المهلة التي منحها ترامب لإيران للتوصل لاتفاق نووي (12 أبريل 2025 .
الفصل الثاني: ردود الفعل.. صراع المحاور والكارثة البيئية
1. المحور الإيراني: الرد غير المتماثل
–  روسيا
– حذرت من “كارثة تشبه تشيرنوبل” إذا طالت الضربات محطة *بوشهر*، لكنها لم تقدم دعمًا عسكريًا مباشرًا .
– وثيقة سرية تكشف: اتفاقية الدفاع المشترك 2024 *لا تلزم موسكو بالتدخل العسكري .
–  حزب الله
– هدد بشن هجمات بصواريخ “بركان” الدقيقة على البنية التحتية الإسرائيلية .
–  الحوثيون
– أعلنوا إغلاق باب المندب عبر هجمات صاروخية على السفن .
2. الموقف الدولي : انهيار النظام العالمي
–  الانقسام الغربي
– فرنسا: “الضربة انتهاك للقانون الدولي” (بيان وزارة الخارجية) .
– بريطانيا : مررت ذخائر أمريكية عبر قبرص سرًا .
–  الصمت الصيني
– يُفسر على أنه دعم ضمني لطهران في مواجهة الهيمنة الأمريكية .

3 . الكارثة البيئية: الورقة الإيرانية الخفية
–  دراسة روسية: ضرب مفاعل *بوشهر* قد يُطلق إشعاعات تُعادل *10 أضعاف تشيرنوبل .
– التأثير: تلوث مياه الخليج لمدة 30 عامًا، وتهجير ملايين المدنيين .
الفصل الثالث: الجذور العميقة.. من “مشروع السلام” إلى “قنبلة الانتقام
1 . المفارقة التاريخية: أمريكا شريك في الولادة
–  وثيقة سرية (1974): أمريكا وقعت مع الشاه اتفاقية لبناء 6 مفاعلات نووية .
–  التحول الجذري: بعد ثورة 1979، حوّلت طهران البرنامج إلى “رمز للسيادة” ضد الغرب .
.2العقيدة الإيرانية: الإيمان فوق المادة
– تصريح آية الله خامنئي (2025(
“السلاح النووي ليس خيارًا تقنيًا.. هو تعويذة ضد الشيطان الأكبر”
– تحليل *مركز الأطلنطي*: البرنامج النووي أداة لتصدير الثورة وتدمير إسرائيل .
الفصل الرابع: السيناريوهات المستقبلية.. بيت الطاعة أم المواجهة النووية؟
السيناريو الأول: الخضوع المؤقت (احتمال 20%  )
–  شروط أمريكا
– وقف تخصيب اليورانيوم فوق 5%  .
– تفكيك صواريخ باليستية بعيدة المدى.
–  التكلفة الإيرانية: فقدان المصداقية الإقليمية، وانكماش “محور المقاومة”  .
السيناريو الثاني: التحدي النووي (احتمال 65%   )
1 . الانسحاب من معاهدة حظر الانتشار النووي (NPT) .
2 . تسريع التخصيب لـ90%* في منشآت سرية جديدة .
.3اعتماد استراتيجية “الغموض النووي” (نموذج إسرائيل) امتلاك القنبلة دون إعلان .
تقرير الاستخبارات الأمريكية: “إيران قادرة على صنع قنبلة خلال أسبوعين”   .

السيناريو الثالث: حرب المضائق (احتمال 15%  )
– إغلاق مضيق هرمز
– استخدام 6,000 لغم بحري إيراني لشل 40% من نفط العالم .
– ارتفاع الأسعار إلى 200 دولار للبرميل .
التداعيات:
الضربة الأمريكية لم تكن مجرد حدث عسكري، بل قنبلة اقتصادية موقوتة تهدد بتحويل أوروبا إلى بؤرة ركود تضخمي وفقًا لتحليل مركز الدراسات الأوروبية .
فأوروبا تقف على حافة حفرة اقتصادية… قد تُعيدها إلى ركود يشبه 2008، لكن بطبقة إضافية من التضخم والاضطراب الجيوسياسي المخرج الوحيد هو احتواء التصعيد خلال أيام، وإلا ستدفع القارة العجوز ثمن حرب لم تبدأها
1. صدمة أسواق الطاقة وتهديد المضائق
–  ارتفاع حاد بأسعار النفط: مضيق هرمز (يمر عبره 40% من نفط العالم) أصبح تحت تهديد الإغلاق الجزئي أو الكامل هذا قد يدفع الأسعار إلى 150-200 دولار للبرميل، مما يرفع تكاليف الطاقة في أوروبا بنسبة 15-30%  .
– تحويل مسارات الشحن: إغلاق المضائق قد يجبر السفن على استخدام طريق رأس الرجاء الصالح (أطول بـ40%)، مما يرفع تكاليف الشحن 40% ويسبب اختناقات في الموانئ الأوروبية .
2 . انهيار الصناعة الأوروبية
– فقدان القدرة التنافسية ارتفاع تكاليف الطاقة يضع الصناعات الأوروبية (مثل السيارات الكهربائية) في موقع غير تنافسي أمام الصين. مثال: سيارات صينية بسعر 29 ألف دولار مقابل 48-60 ألف دولار لنظيراتها الأوروبية .
–  تهديد “الاتفاق الأخضر” قد تضطر أوروبا لتأجيل مشاريع التحول الطاقة بسبب نقص التمويل، خاصة مع انتهاء صندوق التعافي بعد الجائحة في 2026 .

.3 التضخم المتفاقم والركود التضخمي
– ارتفاع التكاليف المعيشية كل زيادة 10 دولارات في سعر النفط تُضيف 0.5% للتضخم العالمي في حال استمرار الأزمة، قد يتجاوز التضخم في أوروبا 3% مقارنة بـ2.2% حاليًا .
–  تراجع الاستثمارات تتوقع المؤسسات المالية انخفاض الاستثمارات الأوروبية بنسبة 4
-6% في 2025 مع ارتفاع نسب التخلف عن سداد القروض إلى 4%
.4 تداعيات جيوسياسية تزيد الأزمة
–  موجات هجرة جديدة استمرار الصراع قد يسبب هجرات جماعية إلى أوروبا، خاصة من لبنان والعراق .  –  تقسيم النظام المالي قد تُسرع دول “بريكس” إنشاء نظام مالي بديل عن الدولار، مما يضعف هيمنة اليورو .
5 . سيناريوهات الركود الأوروبي
–  إذا انتهت الأزمة خلال أسبوعين: تضخم مؤقت (3%*) وتراجع طفيف في النمو .
–  إذا استمرت 6 أشهر: ركود أوروبي شبه مؤكد (بنسبة 60% وفق جيه بي مورجان)، مع انهيار قطاعات مثل الطيران والسيارات .
–  الأسوأ (إغلاق دائم للمضائق) انهيار اقتصادات هشة مثل اليونان وإيطاليا، وتراجع النمو الأوروبي إلى -1.5% .
الخاتمة:
الشرق الأوسط على حافة الهاوية النووية
الضربة الأمريكية لم تُدمر المفاعلات الإيرانية.. بل دمرت آخر جسر للثقة بين الغرب وطهران. ثلاث حقائق مصيرية تلوح في الأفق
1 .إيران لن تدخل بيت الطاعة*: شعبٌ عانى حربًا كيميائية مدعومة غربيًا (1980-1988) لن يركع للقصف .
2 . صعود المحور الشرقي روسيا والصين ستستغلان الأزمة لبناء نظام عالمي جديد بعيدًا عن الدولار .
3 . مولد عصر النووي الإقليمي السعودية وتركيا ومصر ستبدأ برامجها النووية ردًا على أي تقدم إيراني .

التوقعات الأكثر تشاؤمًا
–  بحلول 2028: امتلاك 3 دول عربية للقنبلة النووية.
–  بحلول 2030: انهيار نظام العقوبات الدولي لصالح تحالفات إقليمية مغلقة.
الضربة الأمريكية كانت خطوة أولى في حرب طويلة.. لكنها ليست الأخيرة. الشرق الأوسط دخل عصرًا جديدًا: عصرٌ لا يموت فيه المنتصر ولا ينهزم المهزوم، بل يذوب الجميع في لهيب نووي لا يعرف الحدود.

عن Atlas

شاهد أيضاً

راسم عبيدات يكتب لوطن: نتنياهو لن يتوج ملكاً لإسرائيل وترامب لن يتوج ملكاً للعالم

اطلس:الواضح من الرشقة الصاروخية الحادية عشر التي كان فيها ” المطر الصاروخي” الإيراني، يغطي مساحة …