أزمة السودان “حقيقة إسقاط طائرة أجنبية في نيالا “

اطلس: وصفت قوات الدعم السريع، بيان الجيش السوداني بشأن إسقاط طائرة تابعة للدعم السريع على متنها مقاتلين أجانب من كولومبيا، بأنه “بيان كاذب ليس له أساس من الصحة”، مؤكدة أن القوات المسلحة السودانية هي التي تستعين بمقاتلين أجانب من خلال الحركات والميليشيات المتطرفة التي تقاتل معها منذ بداية الحرب في منتصف أبريل ٢٠٢٣.

وأصدرت قوات الدعم السريع بيانا رسميا، السبت ٩ أغسطس، ترد خلاله على ما أعلنته سلطة بورتسودان والقوات المسلحة السودانية التي يقودها رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان، لتؤكد أنه يأتي ضمن “حملة تضليل ممنهجة -كذبا وافتراء- من خلال بعض القنوات الفضائية المغرضة ومنصات التواصل الاجتماعي المرتبطة بفلول النظام البائد”.

وجاء في بيان الدعم السريع أن الجيش السوداني قال “كذبا” إنه نفذ قصفا على مطار نيالا ومواقع أخرى داخل أو حول مدينة الفاشر، إذ أكد الجيش السوداني أن القصف أدى إلى “مقتل عدد من المقاتلين الأجانب من دولة كولومبيا”، ليرد الدعم في بيانه بأن “هذه المزاعم لا أساس لها من الصحة مطلقا، وهي جزء من الحرب الإعلامية التي درج عليها فلول النظام للتغطية على هزائمهم العسكرية المتتالية خاصة في كردفان، ولصرف الأنظار عن حالة الانهيار التي يعيشونها عقب الخسائر الكبيرة في العتاد والأرواح التي لحقت بهم في معارك كردفان”.

ونفت قوات الدعم السريع تماما تعرض مطار نيالا ومرافقه الحيوية ومناطقه الاستراتيجية لأي هجمات، مع التأكيد على أن المطار يعمل “بكامل طاقته ويحظى بحماية كاملة وتأمين شامل من جميع الاتجاهات الجغرافية الأربعة، من خلال القوات اليقظة وعبر منظومات دفاع جوي متطورة جرى تعزيزها وتحديثها مؤخرا”، ليؤكد الدعم أنه نجح في “إفشال وصد كل محاولات من وصفهم بميليشيات الإسلامين وجيشهم السابقة لاختراق الأجواء، وتدمير أي طائرة حربية أو مسيرة حاولت الاعتداء على المدينة، ولذلك سيكون مصير أي جسم معاد يقترب من أجواء نيالا أو تهديد أمنها هو التهديد الفوري، مثلما حدث مع مسيرة إيرانية وأخرى من طراز بيرقدار أقنجي”.

وأعادت قوات الدعم الاتهام الذي أطلقه الجيش السوداني إليه، لتؤكد في بيانها أن قوات البرهان تستعين بمقاتلين أجانب، وذكرت أدلة على ذلك بالإشارة إلى مواقع تمركزهم وتجمعاتهم في السودان، وأكدت أن “القوات الأجنبية تجمعت من عدة دول للقتال مع جيش الإسلاميين ويتمركزون في بورتسودان ووادي سيدنا ومناطق أخرى خاضعة لسيطرة الجيش”.

ولم يقدم الجيش السوداني أي أدلة حول الطائرة التي ادعى إسقاطها، كما لم يتم الكشف عن أي حطام للطائرة أو ضحايا للضربة المزعومة، مكتفيا بالبيان الذي نقله التلفزيون الرسمي التابع لسلطة بورتسودان بلا أي مقاطع مرئية أو صورا لتأكيد الواقعة التي تم نفيها من أكثر من جهة.

مناوشات خارجية

ودخلت سلطة بورتسودان في مناوشات خارجية مع عدة دول وجهات خلال فترة الحرب، فيما وصفه مراقبون بمحاولات مستميتة لتصدير الأزمة إلى جبهات خارجية، خاصة مع دول الجوار، وعلى رأسها تشاد التي هُددت بشكل مباشر بالحرب من ياسر العطا مساعد القائد العام للجيش السوداني وعضو مجلس السيادة وأحد أبرز القادة العسكريين في بورتسودان.

وكان العطا قد هدد تشاد بعمليات عسكرية في مطاري نجامينا وأم جرس، لترد الحكومة التشادية في بيان رسمي بأن تصريحات القيادة السودانية في بورتسودان بمثابة “إعلان حرب”، وأكدت على حقها الكامل في الرد بقوة والدفاع عن أراضيها من أي اعتداءات من الجيش السوداني الذي تسيطر عليها الحركات الإسلامية التابعة لتنظيم الإخوان المسلمين.

وبخلاف الصراعات السياسية والتهديدات العسكرية لدول الجوار مثل أوغندا وجنوب السودان، دأبت سلطة بورتسودان على توزيع الاتهامات لدول اخرى ، ليزعم التلفزيون السوداني إن الطائرة التي زعم الجيش إسقاطها هي طائرة “إماراتية تحمل مرتزقة كولومبيين”، الأمر الذي نفته الإمارات في بيان عبر وزارة خارجيتها، الثلاثاء ٦ أغسطس، لتؤكد “الرفض القاطع للمزاعم والاتهامات الباطلة التي وردت عن سلطة بورتسودان ونفت أي تدخل في نزاع السودان، لتؤكد أنها تفتقر إلى أي دليل، ولا تعدو كونها مناورات إعلامية هزيلة تهدف إلى تشتيت الانتباه عن مسؤولية هذه السلطة المباشرة في إطالة أمد الحرب الأهلية الممتدة لأكثر من عامين بعد إفشال كافة الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى تحقيق السلام”.

كما اتُهمت سلطة بورتسودان بالاستعانة الجيش الإسرائيلي لتنفيذ أهدافها في الحرب الأهلية بالسودان، وذكرت تقارير نقلتها صحيفة الشرق الأوسط في أبريل الماضي نقلا عن تقارير إسرائيلي أن الجيش السوداني أرسل مبعوثا سريا إلى تل أبيب للحصول على دعم تسليحي ودبلوماسي، الأمر الذي أغضب الشعب الفلسطيني بشدة المرتبط بعلاقات وطيدة مع نظيره السوداني.

عن Atlas

شاهد أيضاً

زلزال بقوة 6.19 درجة يهز تركيا

اطلس:قال المركز الألماني لعلوم الأرض إن زلزالا بقوة 6.19 درجة ضرب تركيا، الأحد، مشيرا إلى …