اطلس- إنَّنا في الغالبِ نميلُ إلى الإنكار التِّلقائي لكثيرٍ من المفاهيم والأمور الموجودة في واقع الحياة كحقائق مستقِلَّة عن ذواتِنا؛ وذلك عندما نشعرُ أَنَّ تلك الحقائق تتعارض مع آمالنا أَوْ رغباتِنا أَوْ مع الكيفيَّة الَّتي نحب أو نرغب أنْ نرى عليها الأمور والأشياء
وهي خاصيَّة وآليَّة دفاعيَّة تُسْهِمُ في صياغة الوعي على الأشياء من حولِنا وفي توجيه وتوليد المشاعر والسُّلوك تجاهها على نحوٍ إيجابيٍّ أو سلبيّ – ولنأخذ فكرة ومفهوم الموت على سبيل المثال، فنحنُ نميل إلى استبعاد هذه الفكرة وإلى استبعاد أنْ يتمثَّل هذا المفهوم واقعاً فينا، إنَّه نوعٌ من السُّلوك الإنكاري تجاه هذا المفهوم، وهو ربَّما ما يُساعِدُنا على تخفيف حدَّة تأَثير سيطرة التفكير بحقيقة وجود واحتمال تحقُّق هذا المفهوم، أيْ الموت، في كلِّ لحظة من حياتِنا، وربما يبدو هذا النَّوع من السُّلوك الإنكاري إيجابيَّاً في هذا المثال بالذَّات.
ولكنْ هناك جوانب سلبيَّة عديدة لهذا السُّلوك وذلك عندما يتعلَّقُ الأمر بإنكار الحقائق لحساب تحيُّزاتِنا الشَّخصيَّة؛ ولمُجرَّدِ تعارضها مع رغباتِنا، ونحنُ إذْ ذاك - وفي الحقيقة - لا نقوم في سوى بخداعِ أنفُسِنا وتضليل مشاعِرِنا.