الكاتب: غسان مصطفى الشامي
زيارة الرؤساء والزعماء إلى غزة تختلف كليا عن زيارتهم لأية دولة أو مدينة في العالم، وذلك بما تمتلكه غزة من مقومات النصر والجهاد والصمود، وبما تمثله غزة من مكانة مميزة في قلوب الأحرار والمناضلين والثوار ... كيف لا وهي مدينة الصمود والتحدي على ممر العصور .. كيف لا وهي حصن الدفاع عن الأمة العربية الإسلامية من شر اليهود .. في غزة تختلف الموازين والمعادلات وتنقلب الكثير من الصور وتتغير.. في غزة فئة صابرة حققت نصرا كبيرا على أعداء الله .. في غزة مقاومة تضرب العدو وحكومة تحميها .. في غزة أطفال ونساء وشيوخ وأطفال رسالتهم صامدون .. صامدون، فقد شاهد العالم أيام الحرب الصهيونية الأخيرة على قطاع غزة شاهد الجرحى والمكلومين وهم يرفعون شارت النصر ورسالتهم لن نرحل ثابتون على أرضنا ..
ما أن تطأ أقدام الزائرون أرض غزة حتى تختلط مشاعرهم بين الحب والحنين إلى أرض فلسطين والقدس وبين الدعم والمساندة للمقاومين والنصرة للضعفاء والمساكين ..
لقد أصبحت غزة بالنسبة للوفود والقادمين إليها قبلة العاشقين لأرض فلسطين و قبلة العاشقين للقدس والمسجد الأقصى المبارك .. هي غزة صاحبة الصولات والجولات تقابل الزائرين بكل حب ومودة منذ قدومهم وحتى مغادرتها وهم يتنفسون عبق القدس والمسجد الأقصى المبارك ويحملون من غزة هدايا العزة والفخر والنصر القريب..
لقد استقبلت غزة خلال الحرب الصهيونية الأخيرة العشرات من الوفود على رأسهم عدد من الوزراء والقيادات العربية والإسلامية، فقد كان استقبال للأحرار والثوار رغم الجراح ورغم القصف المتواصل على مدينة غزة، حتى أن أصوات الصواريخ والقنابل ألهبت مشاعر الوفود المتضامنة التي كانت تهتف لغزة ولصمود غزة .. رغم الجراح استقبلت غزة زائروها ومحبوها .. رغم الآلام شكلت غزة الصخرة التي تحطمت عليها كافة المؤامرات لضرب المقاومة وتدمير أماكن السلاح .. فقد كانت الحرب الصهيونية الأخيرة وبال كبير على العدو الصهيوني وفرضت معادلة جديدة من معادلات الصراع .. فقد انتهت أيام الحرب ولم يحقق العدو أهدافها العبثية سوى أنه قتل الأطفال والنساء والمدنيين والشيوخ واستهدف وسائل الإعلام وأصوات الحقيقة، وقد أرغمت المقاومة الفلسطينية العدو الصهيوني على قبول شروطها بالتهدئة وخرج من هذه الحرب يجر أذيال العال وسط تخبط سياسي صهيوني كبير في من يتحمل أخطاء الخوض في حرب على قطاع غزة ...
لا تبتعد غزة عن القدس سوى 78 كيلو متر .. و القلوب تهفو إلى القدس في كل ساعة وفي كل مرة .. وأهل غزة المحاصرون تلهج ألسنتهم بالدعاء والتقرب إلى الله أن يفك أسر القدس وأن يحررها قريبا فهي تعيش آلاما وجراحا كثيرة وسط تهديد وتهويد صهيوني مستمر للقدس والمسجد الأقصى .. إن القدس اليوم بحاجة للدعم والمساندة والتواصل الدائم مع أهلها المكلومين ..
إلى الملتقى ،،