اطلس: : أتركوهم لبرهة أيها الأحبة .... هي صرخة ... نداء أوجهه للجميع وأنا أدري حرصهم على التواجد بقربهم ... لكن رجاءا أتركوهم.
ذوي الشهداء
لحظة إستشهاد أحد أفراد العائلة نهرع جميعا الى العائلة لنكون الى جانبهم ونشد أزرهم ونواسيهم .... وهذا مفهوم ويعبر عن آصالة وإنتماء. لكن في صخبة ذلك كله، أم الشهيد ... والد الشهيد ... زوجته ... أطفاله .... يحتاجون الى فترة هدوء وصفاء مع الذات ... وربما بكاءا منفردا ... فاتركوهم لفترة ... لن يعتبوا عليكم. دعوا أم الشهيد تدخل الى غرفتها وتبكي لوحدها .. أعطوها هذه المساحة.
ذوي الأسرى
عند الإفراج عن أسير أو معتقل يجري إستقباله أو إستقبالها ... إستقبال الأبطال، ويعقد المهرجان الخطابي وتتقاطر الجموع على منزل المفرج عنهم.
لكنهم ... يريدوا هم وأفراد عائلاتهم فترة ليكونوا معا ... بعيدا عن الكل ... ولأن تكون لهم مساحتهم العائلية دون جموع المهنئين .... فاتركوهم لفترة ... لن يعتبوا عليكم.
الجرحى
الجريح أيها الأحبة أكثر ما يحتاج إليه هو الراحة والنقاهة أثناء فترة العلاج، فلا داعي للتواجد المتواصل والحشد في المستشفيات وفي منازل الجرحى ... فاتركوهم لفترة .... لن يعتبوا عليكم.
وللصحافة أقول ... يجب أن لا يحجب السبق الصحفي عن كل رجال ونساء الصحافة إنسانية الموقف والمشهد، دعوا الأسير يعانق زوجته وأمه وأبناءه دون أن تقطعوا هذه المشاعر الإنسانية " بمايكرفون" تفرضونه فرضا في وجه المفرج عنه وتفرضونه على اللقاء الحميم مع عائلته المفعم بالمشاعر لتقتنصوا تصريحا صحفيا من المعتقل المفرج عنه. أعطوا المجال للدموع والمشاعر الانسانية أن تأخذ وقتها بالكامل.
فلنحرص جميعا على ذلك، دعونا نبتعد قليلا ... نبتعد لفترة مؤقتة لنعطي العائلة المساحة لتجلس مع بعضها البعض و "تفضفض" همومها داخليا وتبكي وتضحك وتفرح وتأكل معا ربما لأول مرة منذ أعوام.
وفي هذا السياق ... أتركوا الرفيقة المناضلة خالدة رطروط/ جرار وعائلتها ... إتركوها تجلس عند قبر إبنتها ... لوحدها ومع عائلتها ودون أي منا ... ودون جمهرة الصحافة والاعلام، أتركوها تبكي هناك ... أتركوها تتحدث معها ، تغني وإياها .. تبكيان معا وتضحكان معا... فتلك مساحتهما فليس سهلا أن لا تحضر أم بسبب الاعتقال مراسيم وداع ابنتها الى مرقدها الأخير.