أطلس - في خطوة ذكية وغير مألوفة، بادرت لجنة قرية العراقيب في النقب لإطلاق نداء الى أهالي جميع القرى التي لا تعترف بها المؤسسة الاسرائيلية لإعلان رئيس مجلس لكل قرية.
واختارت العراقيب الشيخ صياح الطوري رئيسا لها، وذلك في خطوة رمزية تهدف الى اثارة الرأي العام من خلال حملة اعلامية تنطلق بالتوازي مع انتخابات السلطات المحلية التي ستجري الشهر القادم، علما أن 100 ألف عربي بالنقب في 45 قرية لا تعترف بها اسرائيل، تحرمهم المؤسسة الرسمية من حق التصويت والمشاركة بالانتخابات.
وفي أول حديث اعلامي له حول الموضوع، أكد الدكتور عواد أبو فريح، الناطق بلسان لجنة العراقيب وأحد المناضلين فيها لـ "راية" ، أن هذه الخطوة من شأنها اثارة قضية هذه القرى المنكوبة وفضح سياسة دولة الاحتلال والتمييز والعنصرية.
وأضاف أبو فريح : "نضالنا منذ البداية عندما نقول اعتراف فهو اعتراف بالهوية وانتماءاتنا الفلسطينية والاسلامية وبحقوقنا المدنية والسياسية وغيرها، واسرائيل تسلبنا هذا الاعتراف ليس فقط من خلال هدم البيوت واخذ الاراضي ولكن أيضا من خلال منعنا من الاشتراك بالحياة السياسية منذ النكبة المستمرة منذ عام 1948.
هناك 100 الف عربي في النقب محرومين من الترشح والتصويت. قرية العراقيب مثلا التي هدمتها إسرائيل 58 مرة حتى الآن، يحيط بها جو انتخابي كبير جدا في رهط واللقية وبئر السبع وغيرها ونحن نشعر اننا خارج هذه اللعبة بالمطلق، ولذلك نقول ان قريتنا موجودة على الارض ومن ناحية رمزية هناك رئيس لمجلس قرية العراقيب وهو شيخها المناضل صياح الطوري وهو يمثلنا بهذه الخطوة".
نسعى لفرض أمر واقع
ومضى أبو فريح قائلا:" نحن في خيمة قرية العراقيب تحدثنا عن الموضوع ورأينا بما أن القرية حرمت من الانتخابات والديمقراطية فنحن نفرض بهذا الحملة أمرا واقعا بأن لنا سلطة محلية وهناك مجموعة من المناضلين في العراقيب تدافع عن هذا الحق ومن خلال الراية نناشد الـ 45 قرية التي لا تعترف بها المؤسسة الاسرائيلية بأن تعلن رئيسا لمجلسها ولنفضح الديمقراطية الزائفة التي تتغنى بها اسرائيل.
النضال في العراقيب الذي وصل الى قلب العالم هو نضال ذكي ومدروس وهناك الكثير من الرؤوس المفكّرة التي تفكر بكل أمر نقّدم عليه والصمود على الارض يحتاج الى مقومات ودعائم ومنها النضال الاعلامي والنشاطات الرمزية الذكية والمظاهرات والمسيرات والفيسبوك والانترنت عامة وامور اخرى تبقي هذا النضال شعلة مضيئة".
كل الداخل يتحدث عن الانتخابات
وأوضح أبو فريح أن " كل الداخل الفلسطيني مثلا يتحدث في هذه الفترة عن انتخابات السلطات المحلية، فوجدنا هذه فرصة مواتية لنقول وسط هذه الاجواء ان هناك 100 الف عربي في النقب يحملون الهوية كمواطنين اسرائيليين ( بالتأكيد رغما عنهم)، ولكننا نحملها ومع هذا لا حقوق لنا كأننا نخضع لحكم عسكري، ونحن نقول اما ان تعتبرنا اسرائيل مواطنين واما ان نعلن بأننا لا نتبع لها وعليه نناضل للحصول على الارض كمجموعة أصلانية في هذه البلاد".
ومن الأمثلة التي عرضها عواد أبو فريح أثناء حديثه لـ "راية" أن هناك اكثرية عربية تتبع اليوم للمجلس الاقليمي "رمات نيجيف"، "ولكن لا حق للعربي أن يصوت او يرشح نفسه ، لأن الترشيح والتصويت سيعني فوز العربي بسبب الاكثرية السكانية ولذلك هذا ممنوع. هذه اللعبة الديمقراطية المزيفة عندنا في النقب لذلك نحن نقول اننا محرومون من أي حق سياسي في دولة الاحتلال والتمييز العنصري ومن هذه الحقوق مثلا اختيار رئيس مجلس محلي يمثلنا ولا يمثل السلطات الإسرائيلية".