اطلس- السؤال المتكرر لدى العديد من المنشغلين بالصحة النفسية وقضاياها، ويتكرر من أهل المريض نفسياً أو من المرضى أنفسهم، هل بإمكان المريض النفسى الصوم؟ أم أن الصيام يؤثر سلباً على حالته النفسية؟ وتكون الإجابة العلمية القاطعة حينها هل المريض مريض نفسياً أم عقلياً، والفرق بينهما كبير، ذلك ما أكده الدكتور أحمد هارون، استشارى العلاج النفسى وعلاج الإدمان، وهو اختلاف المرض النفسى عن العقلى وقابلية كل منهما للصيام.
حيث قال إن الأمراض والاضطرابات النفسية والعقلية لا تأتى كلها جملة واحدة فى تشخيص واحد، بل إن أصحاب المرض النفسى (العصاب) يختلفون تماماً فى شدة أعراضهم ومدى استجابتهم عن أصحاب المرض العقلى (الذهان).
ويضيف أن هناك عدة فروق بينهما، أهمها على الإطلاق هو الإدراك بالحالة، فمريض العصاب يكون مدرك لحالته ومعاناته وغالباً هو من يأتى بنفسه لطلب المساعدة والعلاج، أما المريض العقلى (الذهان) فهو غالباً ما لا يكون مدرك بحالته وقد يلجأ أهله أو ذويه الذهاب به إلى العلاج النفسى لشدة معاناته ومعاناتهم هم معه فى بيته أو عمله.
وهنا يوضح "هارون" الفرق بين المريض النفسى والمريض العقلى لالتباس الأمر بينهما على غير المتخصصين، وعادة للإجابة على السؤال الأول فى إمكانية كل منهما للصوم، يمكننا تحديد الإجابة وفقاً لاستقرار الحالة وحتى لو كان المريض تحت تأثير الأدوية النفسية من شهور، بمعنى أنه فى حالة المريض النفسى إذا ما كان بإمكانه تعديل مواعيد جرعات العلاج الدوائى إلى ما بعد الإفطار والسحور، بدلاً من المواعيد التقليدية لتناول الطعام.
ويؤكد استشارى العلاج النفسى أنه ما دام مستقراً نفسياً، يمكن للمريض النفسى أن يصوم، أما المريض العقلى فتنطبق عليه شروط أخرى أهم وهى قبول من حوله لصيامه وتأكيدهم على أنه لا يؤثر سلباً، على حالته النفسية والانفعالية ولا تزيد من حده انفعالاته وتوتره، فإذا أقروا أنه لا يتأثر سلبياً بالصيام فليصم مع أسرته وسيرفع ذلك معدل الثقة بالنفس لديه. تلك ببساطة شروط الصيام لدى المريض النفسى أو المريض العقلى، ولكن نؤكد على عدم التأثر سلباً بعدم الصيام لدى غير القادرين صحياً ونفسياً من المرضى، وألا يؤثر ذلك سلباً على ثقتهم فى أنفسهم.