اطلس- قال البروفيسور تشيك فرايليخ، نائب رئيس مجلس الأمن القوميّ الإسرائيليّ سابقًا، في دراسةٍ جديدةٍ نشرها على موقع مركز أبحاث بيغن-السادات للأبحاث الإستراتيجيّة في تل أبيب إنّ نظرية الأمن الإسرائيليّ المعروفة منذ عام 1967، والتي ترتكز على ثلاثة عوامل
الردع، الإنذار المبكر والحسم، تعرضّت لهزّة كبيرة خلال حروب ثلاثة خاضتها إسرائيل، منها حربين ضدّ قطاع غزة وواحدة ضد حزب الله، وشدّدّ فرايليخ على أنّ الجيش الإسرائيليّ عجز بكل قوّته وسلاح طيرانه عن حسم تلك المعارك لصالحه، وبرأيه، اتضحّ في السنوات الأخيرة أن التهديدات ضدّ إسرائيل بقيت، وباتت تُهدد أمن المجتمع الإسرائيليّ كلّه. علاوة على ذلك، قال إنّ هناك عاملاً رابعًا مهمًا في الإستراتيجيّة العسكريّة قد تضرر بشكلٍ بالغٍ، وهو الدفاع، لافتًا إلى أنّ الجيش الإسرائيليّ لم يعد قادرًا على الدفاع عن المجتمع الإسرائيليّ، على حدّ تعبيره. وتابع: عمليًّا، فإنّ المشكلة الأساسية تكمن في نوعية الردع، وأنّ هذه هي الحقيقة الموجعة التي يعيش بها الجيش الإسرائيليّ. ولفت البروفيسور فرايليخ إلى أنّ وهم الحسم الذي أقنعت إسرائيل نفسها به منذ العام 1967 لم يُجدِ نفعا أمام حزب الله وأمام حماس. وتابع إنّه عمليًّا فإنّ الدولة العبريّة خسرت ثلاث مرات، وأنّ سمعتها الدولية تضررت بشدة بسبب هذه الحروب الثلاثة الفاشلة، مُشدّدًا على أنّ استخدام مصطلح (حرب عادلة) لم يعُد يُقنع العالم. ولفت إلى أنّ التهديد الأخطر الذي يُواجه إسرائيل يكمن في ما أسماه الإرهاب النوويّ، الذي من غير المُستبعد جدًا استخدامه ضدّ إسرائيل لإحداث أضرار غيرُ مسبوقةٍ، وأيضًا لردعها عن القيام بعمليات هجوميّة، مثل توجيه الضربة العسكريّة للبرنامج النوويّ الإيرانيّ، أوْ القضاء على سوريّة وحزب الله، كما أنّ هذا النوع من الإرهاب، أضاف نائب رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيليّ، من شأنه أنْ يفرض على إسرائيل إملاءات سياسيّة وأمنيّة، وأنْ يؤدّي إلى زعزعة مناعتها القوميّة، على حدّ قوله. وأوضح أيضًا أنّه على الرغم من أنّ حزب الله وحماس والجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة تُعتبر جهات متطرفة جدًا، إلّا أنّه يُمكن اعتبارهم لاعبين واقعيين، بمعنى أنّهم لن يلجئوا إلى استخدام الإرهاب النوويّ، ولكنّ الخطر الداهم والمُحدّق، بحسب المسؤول الإسرائيليّ، قادم من التنظيمات الإسلاميّة المُتشدّدّة والمُتطرفة، مثل تنظيم القاعدة، الذي حاول في السابق الحصول على أسلحة نوويّة لتنفيذ عمليات إرهابيّة، وما زال هذا التنظيم يبذل جهودًا جمّة للحصول على هذه الأسلحة، على حدّ زعمه. وتابع قائلاً إنّه من أجل وأد هذا النوع من الإرهاب، يتحتّم على إسرائيل العمل في المجال المخابراتيّ بشكلٍ منفرد، وأيضًا بالتعاون وبالتنسيق مع الولايات المتحدّة الأمريكيّة ودولٍ أخرى، من أجل إحباط نشوء هذا النوع من الإرهاب. وانتقل البروفيسور الإسرائيليّ من التحذير إلى التهديد والوعيد وقال إذا تبينّ أنّ الخطة الإرهابيّة النوويّة قد تمّ وضعها، وهي جاهزة لكي يقوم هذا التنظيم أوْ ذاك بإخراجها إلى حيّز التنفيذ، يتحتّم على إسرائيل أنْ تتبنّى سياسة الردع الصارمة والحازمة، وأنْ يكون واضحًا للجميع بأنّ الدولة العبريّة ستقوم بالعمل فورًا، بدون قيودٍ ومستخدمةً جميع الأسلحة والعتاد الذي تملكه، في إشارة واضحة إلى الأسلحة النوويّة، التي لا تُقّر إسرائيل بحيازتها. ولكنّه استدرك قائلاً إنّه في الوقت الذي ستكون فيه هذه السياسة الإسرائيليّة المُقترحة فعالّة ضدّ حماس وحزب الله وإيران، فإنّه من غير الممكن التأكّد من فعاليتها ضدّ التنظيمات الإسلاميّة المُتشدّدّة على شاكلة تنظيم القاعدة. وأضاف البروفيسور الإسرائيليّ قائلاً إنّ النظريّة القائلة بأنّه لا يُمكن بأيّ حالٍ من الأحوال ردع التنظيمات الإسلاميّة المُتشدّدّة، وفي مقدّمتها القاعدة، من شأنها أنْ تكون صحيحة، ولكنّه استدرك بأنّه لم يُثبت حتى الآن تبعاتها الخطيرة جدًا. وهنا يقترح الباحث الإسرائيليّ، أنْ تقوم إسرائيل بفحص مدى جاهزية التنظيمات وهل باتت تملك الأسلحة النوويّة، وذلك عن طريق قيام الدولة العبريّة بتدمير مراكز إسلاميّة مأهولة بالسكّان، أو تدمير أماكن مُقدّسة من الناحية الدينيّة للمُسلمين، لافتًا إلى أنّ مجرّد التفكير بالإقدام على خطوات من هذا القبيل تًثير الاشمئزاز، ولكن مع ذلك، هذا هو السبيل الوحيد، أيْ التلويح بقصف الأماكن التي ذُكرت، لمنع التهديد غير المسبوق ضدّ إسرائيل، على حدّ تعبيره. وخلُص بروفيسور فرايليخ إلى القول في دراسته إنّ الأخبار الجيّدة تؤكّد على أنّه حتى اللحظة لم تتمكّن أيّ منظمة إسلاميّة مُتشدّدّة ومًتطرفّة من الحصول على قدرات نوويّة، ولكن مع ذلك، لا يُمكن لإسرائيل أنْ تجلس على الجدار وتنتظر التهديد القادم، عليها العمل الآن لبلورة سياسة جديدة لدرء هذا الخطر الذي لا يُمكن وصف تبعاته الخطيرة جدًا على الدولة العبريّة، وخير البرّ عاجله، بحسب أقواله.