اطلس- قال الرئيس محمود عباس مساء اليوم الأحد، إن العائق الوحيد أمام إعادة إعمار قطاع غزة هو أن حكومة الوفاق الوطني "غير موجودة في القطاع"، مؤكدا أن الإعمار "هو الأولوية الأولى ".
وذكر عباس في كلمة له خلال افتتاح معرض "القدس في الذاكرة" في مدينة البيرة في الضفة الغربية أنه "تم الاتفاق أن الذي يتولى الإعمار في غزة هي حكومة الوفاق الوطني المتفق عليها وهي التي تستلم المساعدات وتوصلها برعاية الأمم المتحدة إلى المحتاجين ".
وتابع " لكن مع الأسف لم يتم تطبيق ذلك حتى الآن، والدول المانحة لا تصرف ما تعهدت به في مؤتمر القاهرة من أموال بسبب أن حكومة الوفاق غير موجودة في قطاع غزة وهذا هو العائق الوحيد أمام الإعمار ".
وأكد عباس أنه لن يتراجع عن مساعي تحقيق الوحدة الوطنية بين الضفة الغربية وقطاع غزة والعمل من أجل إعادة إعمار القطاع.
إلى ذلك قال عباس إنه يتعرض إلى ضغوط كثيرة عقب قراره الأخير بالتوقيع على 20 منظمة دولية أبزرها محكمة الجنايات الدولية في لاهاي " لكن نحن اتخذنا القرار وسنسير به في النهاية ".
وأشار إلى وجود أكثر من 500 منظمة دولية من حقنا طلب عضويتها "ونحن لن نحرم شعبنا من هذه العضوية وسوف نسعى في وقت لاحق للانضمام إلى كل الوكالات المتخصصة والمعاهدات الدولية ".
كما أعلن عباس أنه سيعاود طرح مشروع القرار الفلسطيني لتحديد سقف زمني لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي وإقامة الدولة الفلسطينية رغم فشله الأسبوع الماضي في نيل تأييد التسعة أصوات اللازمة من أعضاء المجلس.
وقال بهذا الصدد "سنذهب إلى مجلس الأمن لطرح مشروع القرار مجددا وربما يتم ذلك خلال أسبوع وسنتشاور في ذلك مع الأشقاء العرب خصوصا الأردن ونحن لن نكل ولن نمل حتى يعترف مجلس الأمن بنا وهو في النهاية سيعترف بذلك ".
وأضاف "ذهابنا لمجلس الأمن وتقديم مشروع القرار الفلسطيني العربي يأتي في إطار حقوق شعبنا وتحديد سقف زمني لإقامة الدولة الفلسطينية ذات السيادة وفق قرارات الشرعية الدولية ".
واعتبر عباس أن من فشل هو مجلس الأمن وليس الجانب الفلسطيني ومشروع القرار الذي طرحه.
وقال "مصممون على استعادة الحقوق وفقا للقانون الدولي بالعمل الدبلوماسي الفلسطيني والمقاومة الشعبية السلمية "فنحن نقاوم ومن حقنا أن نقاوم مقاومة شعبية سلمية عبر ما يجسده شعبنا يوميا في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي ".
وأضاف "قبلنا حل الدولتين على أساس حدود عام 1967 لكن (إسرائيل) القوة القائمة بالاحتلال لا زالت تصر بالمضي في احتلالها وتقويض فرص حل الدولتين التي تبناها المجتمع الدولي ".
وجدد عباس التأكيد على التمسك بالسلام الشامل والعادل الذي يضع حد نهائي للاحتلال الإسرائيلي والاستيطان ويفضي إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية ورفض كل أشكال الاستيطان فيها.
ودعا عباس الحكومات التي لم تعترف بالدولة الفلسطينية إلى المبادرة لذلك.
من جهة أخرى كرر عباس الدعوة إلى زيارة القدس المحتلة لدعم صمود سكانها سواء من المسلمين أو المسحيين والصلاة في المسجد الأقصى المبارك وكنيسة القيامة، معتبرا أنه يجب صم الآذان إزاء الفتاوى الدينية التي تحرم ذلك.
وقال إن دعوة أمين عام منظمة التعاون الإسلامي لزيارة القدس تدحض فتاوى المشايخ بتحريك زيارتها .
وأضاف "نتطلع لمزيد من العمل المخلص الذي عودتنا منظمة التعاون الإسلامي وهي التي جاءت في أصل تأسيسها للدفاع عن القدس الشريف والمسجد الأقصى المبارك".
وأكد عباس أن القدس "مفتاح السلام وظلت على مدار العقود مدينة تعايش ترحب بكل من أتاها مسالما وتلفظ كل من أتاها غازيا ومحتلا على مدار التاريخ، ونحن نريدها مدينة للسلام والتعايش ".
ودعا بهذا الصدد إلى إعادة موروث إكمال الحج إلى مكة بزيارة القدس الشريف "فالمدينة بحاجة إلى وقفة عز وشموخ من كافة أبناء أمتنا ومن دون المدينة المقدسة لا سلام ولا استقرار في المنطقة".
وشدد عباس على أنه "لا بديل عن فلسطين إلا فلسطين ولا بديل عن القدس إلا القدس ومن دون المدينة المقدسة لا توجد دولة فلسطينية مستقلة ".