وجاء استيلاء هؤلاء المسلحين على هذه السيارات بعد مغادرة طاقم السفارة صنعاء، حيث كانت واشنطن قررت الليلة الماضية إغلاق سفارتها في صنعاء، وسحب السفير والموظفين من السفارة.
في ذات السياق، أطلق مسلحو الحوثي الرصاص على مظاهرة لشباب الثورة في صنعاء، في وقت خرجت فيه عدة مسيرات لشباب الثورة بعدة أماكن في العاصمة ومدن أخرى رفضا لانقلاب الحوثي وإحياء لذكرى ثورة 11 فبراير.
وأشارت وسائل إعلام يمنية إلى أن مسلحي الحوثي أطلقوا الرصاص على المتظاهرين بشارع الزبيري -أحد أكبر شوارع العاصمة- في حين واصل مسلحو جماعة الحوثي غلق الشوارع الرئيسية، وكثفوا انتشارهم خاصة في صنعاء في محاولة لمنع المظاهرات التي تندد كذلك باستيلائهم على مفاصل الدولة.
كما أطلق مسلحو الحوثي الرصاص الحي على مظاهرة شباب الثورة بمنطقة نقم شرق صنعاء دون وقوع إصابات، واعتدوا بالضرب على مصور قناة "الجزيرة" خالد راجح، ولاحقوا مصور "الجزيرة مباشر" منصور علاو أثناء تصويرهم لمسيرة لشباب الثورة بصنعاء.
ولفتت وسائل الإعلام اليمنية إلى أن شباب الثورة خرجوا من أربعة أماكن في صنعاء رفضا لانقلاب الحوثيين وإحياء لذكرى ثورة 11 فبراير، مشيرة أيضا أن الحوثيين أغلقوا الشوارع المؤدية إلى ساحة التغيير بصنعاء منعا لوصول شباب الثورة إليها وليحتكروها لأنصارهم.
وذكرت الحوثيين يحتكرون أهم الساحات والميادين والشوارع في صنعاء، وهي السبعين والتحرير والتغيير والستين، ويمنعون شباب الثورة من الوصول إليها.
وكانت مظاهرة أخرى بالعاصمة تقدمها سياسيون قد تعرضت لمضايقات من مسلحين حوثيين منعوا المشاركين فيها من التقدم إلى مكتب الأمم المتحدة في صنعاء، كما حاولوا استفزاز المسيرة المناهضة لهم بشارع الزبيري وسط صنعاء.
وإلى جانب صنعاء، شهدت مدن أخرى مظاهرات تنديد بانقلاب الحوثيين على العملية السياسية، ورفض ما يسمى "الإعلان الدستوري" وإحياء للذكرى الرابعة للثورة.
وتعد الاحتجاجات الأكبر على تحرك الحوثيين واحتلالهم صنعاء في سبتمبر/ أيلول الماضي، ثم سيطرتهم تماما على السلطة الأسبوع الماضي.
وشارك عشرات الآلاف في مظاهرات ضد الحوثيين بمدينة تعز (جنوب غرب) رافعين لافتات تحمل شعارات مطالبة بخروج مسلحي الحوثي من المدن الرئيسية والمؤسسات الرسمية، كما نادوا بتنفيذ نتائج مؤتمر الحوار الوطني.
وفي إب (وسط)، خرجت مسيرة حاشدة في شوارع المدينة رفضا لانقلاب الحوثيين, وإحياء لذكرى ثورة فبراير. كما أكد مراسل الجزيرة نت بالبيضاء أن حسين الحميقاني مستشار محافظ البيضاء أصيب برصاص مسلحي الحوثي خلال مشاركته بمسيرة لإحياء ذكرى الثورة.
وفي محاولة لإجهاض المظاهرات، انتشرت جماعة الحوثي بكثافة بعدد من المناطق وقرب الميادين والأماكن التي يتوقع أن تنطلق منها مظاهرات مناوئة لهم دعا لها ناشطون بالذكرى الرابعة للثورة.
وكانت مكونات ثورية منها مجلس شباب الثورة -الذي ترأسه الناشطة اليمنية توكل كرمان- دعت اليمنيين إلى الاحتشاد اليوم الأربعاء في ساحة التغيير بصنعاء، وشارع الستين الذي يقع فيه منزل الرئيس المستقيل عبد ربه منصور هادي.
ويأتي التصعيد بعد أيام من إصدار الحوثيين ما أسموه "الإعلان الدستوري" في القصر الجمهوري بصنعاء والذي يقضي بتشكيل مجلسين رئاسي ووطني وحكومة انتقالية، لكنه قوبل برفض داخلي وعلى الصعيد الدولي والإقليمي.
اختطاف قيادات بالإخوان
واتهم حزب التجمع اليمني للإصلاح (جماعة الإخوان المسلمين) من وصفها بـ"ميليشيا جماعة الحوثي المسلحة" باختطاف ثلاثة من قياداته بأمانة العاصمة بعد ساعات من مشاركتهما في مسيرة جماهيرية حاشدة "رفضاً للانقلاب".
وقال موقع "الإصلاح نت" الناطق باسم الحزب "أن القيادات الذين اختطفتهم ميليشيات الحوثي، هم: الدكتور فتح القدسي احد قيادات الإصلاح في الدائرة 14 والناشط عبده الحذيفي من وسط العاصمة صنعاء، وكذلك القيادي الاصلاحي حسن العمدي بصنعاء القديمة".
ونقل الموقع ذاته عن مراسله قوله "أن أطقم تابعون للجماعة اختطفوا الدكتور القدسي والناشط الحذيفي كلاً على حده من الدائرة 14 أثناء وصلهما إلى بوابة منزليهما، أما القيادي حسن العمدي فقد تم اختطافه في مديرية صنعاء القديمة، وتم اقتيادهما إلى مكان مجهول".