اطلس- لا يختلف عاقلان، بأنّ صنّاع القرار في إسرائيل، من المُستويين الأمنيّ والسياسيّ يُتابعون عن كثب كلّ تحرّكٍ لحركة المقاومة الإسلاميّة (حماس)، كما أنّه لا يُخفى على أحد أنّ مراكز الأبحاث الإسرائيليّة على مختلف مشاربها، المُرتبطة بدوائر صناعة القرار في تل أبيب، تقوم بشكلٍ مستمرٍ بمحاولات لسبر غور توجهات حركة حماس، في محاولة لاستشراف الغد الذي سيُطالع إسرائيل في الجبهة الجنوبيّة.
وفي هذا السياق، سارع معهد بحوث إعلام الشرق الأوسط (ميمري) الإسرائيليّ، المختّص في متابعة تصريحات قادة الفصائل الفلسطينيّة، سارع إلى ترجمة مقال القياديّ في حماس عماد زقوت، مدير دائرة الأخبار والبرامج السياسيّة بفضائية الأقصى، سارع إلى ترجمته للغة العبريّة والإنجليزيّة، وقام بتعميمه على وسائل الإعلام المختلفة، كما قام بنشره مُترجمًا على موقعه الالكترونيّ.
وقال المُحلل السياسيّ في صحيفة (هآرتس) الإسرائيليّة، الأربعاء، عاموس هارئيل، قال إنّ قرار حركة حماس فتح عدّة جبهات ضدّ إسرائيل من غزّة ومن لبنان ومن سوريّة، يُعتبر استخلاصًا للنتائج التي أفرزتها الحرب الأخيرة مع إسرائيل في صيف العام 2014، إذْ أنّ قادة حماس، أضاف هارئيل، يؤمنون بأنّ فتح جبهات أخرى في المُواجهة القادمة، من شأنها أنْ تُربك إسرائيل، وتمنح الحركة رافعة قويّةٍ جدًا للضغط على إسرائيل في الحرب القادمة، والتي توقّع وزير الخارجيّة الإسرائيليّ، أفيغدور ليبرمان، أنْ تندلع قريبًا.
وكان عماد زقوت قد نشر أمس مقالاً جاء فيه: الحرب الأخيرة على غزة والتي استمرت لقرابة الشهرين، فعلت كتائب القسام خلالها بعض المجموعات في دول عربيّة مجاورة لفلسطين المحتلة وقامت بإطلاق بضع صواريخ ضربت في حينها مدن شمال فلسطين المحتلة، وأدّت إلى إرباك حسابات قادة العدو الصهيونيّ.
وأضاف زقوت: على ما يبدو أن قيادة حركة المقاومة الإسلامية حماس ذهبت بالتفكير والتخطيط بأنْ تكون أيّ حرب قادمة مع العدو الصهيوني شاملة، بمعنى أنْ تشمل كل بقعة في فلسطين وأن تثخن في العدو، وهي بدأت تستعد لذلك منذ اللحظة الأولى لانتهاء معركة العصف المأكول وربما أثنائها، على حدّ تعبيرها. وتابع زقوت قائلاً في مقاله، الذي نُشر على موقع فضائية الأقصى: وتجدد العلاقة بين حماس وحزب الله يأتي في ذات السياق، وهذا الذي دفع د. محمود الزهار عضو القيادة السياسية لحماس إلى القول أثناء لقاء سياسيّ نظّمه المكتب الإعلاميّ لحماس شمال غزة إنّ الحركة تعمل على تشكيل مجموعات تتبع كتائب القسام في المخيمات الفلسطينية بلبنان والقريبة من شمال فلسطين.
ولفت مدير وحدة الأخبار إلى أنّه “باعتقادي لم يكن هذا إلا بتنسيق عالي المستوى مع حزب الله، ونستذكر هنا رسالة القائد المجاهد محمد الضيف للأمين العام لحزب الله حسن نصرالله والذي طالبه فيها بضرورة تقاطع نيران المقاومة في فلسطين المحتلة. وخلُص إلى القول: وهنا نتساءل هل ما قاله د. الزهار ينطبق على تواجد الفلسطينيين في سوريّة والأردن وحتى مصر؟
في السياق ذاته، استعرض موقع (NRG) الإسرائيليّ المخاطر الـ10 التي تُحدّق بإسرائيل خلال العام الجاري 2015، ورأى أنّ التهديد الرابع هو اندلاع حرب بين إسرائيل والفصائل الفلسطينيّة في قطاع غزّة، وقال تحت عنوان مواجهة أخرى في غزة: يبدو أنّ حربًا أخرى ضدّ حماس في غزة ليست بالقريبة، لأنّ حماس التي تلقت ضربة قوية جدًا الصيف الماضي ستجد صعوبة كبيرة في الخروج لمعركة أخرى انتظارًا لترميم قدراتها العسكرية، حسب تعبير الموقع الإسرائيليّ، الذي استدرك قائلاً، نقلاً عن مصادر أمنيّة وصفها بأنّها رفيعة المستوى: لكنّ الحرب الأخيرة أثبتت بأنّ اعتبارات حماس ليست عقلانية دائمًا، وقد يجرها عدم الاستقرار الذي تعيشه المنطقة والضغوط الإسرائيلية والمصرية إلى معركة أخرى من باب (لا يوجد ما اخسره)، لذلك يُمكن أن تندلع عمليات تبادل إطلاق نار بمستويات مختلفة وربما تتطور هذه الحالة إلى جولة أخرى من عملية (الجرف الصامد)، أيْ الحرب العدوانيّة الأخيرة التي شنّتها إسرائيل ضدّ قطاع غزّة في الصيف الماضي، كما قال الموقع الإسرائيليّ.
علاوة على ذلك، قال الموقع الإسرائيليّ، نقلاً عن المصادر عينها، إنّ هناك إجماعًا فلسطينيًا عامًّا يشمل كافة شرائح المجتمع الفلسطيني بأنّ عمليات خطف جنود أوْ مدنيين إسرائيليين بهدف إجراء عمليات تبادل أسرى هي عمليات محقة وعادلة ولها ما يبررها، مُشدّدًا على أنّ هذا الخطر ما زال كبيرًا جدًا.