الكاتب: م.طارق ابو الفيلات
معظم الشعب ان لم كل الشعب لا يشعرون بالرضا عن شيء هذه الأيام.فالناس ساخطة غاضبة ,واجمة عاتبة,تشعر بالإهمال وتشعر بالخذلان,ولسان الحال ينطق في صمت وفي جهر :الله يغير الحال ويولي الصالح.
لا اقصد أحدا بكلامي ولا المح أو اجرح على الإطلاق,لكن هذا ما نشعر به إذا تأخر الراتب,وإذا تبخر الراتب المتأخر,هذا ما نشعر به إذا افترسنا الغلاء وافترشنا البلاء,إذا لطمتنا الأيام ولم نجد من ينصفنا أو يحمل همنا,نقول عن الحكومة ما قالته تلك العجوز عن عمر بن الخطاب :
يتولى أمرنا ويغفل عنا.
ماذا يريد الناس وما الذي يرضيهم,وهل كل ما يطلبونه سهل متاح ممكن أم ان الظروف لها تحكمات والاحتلال له تسلط غلب أصحاب السلطات.
نعم واقعنا صعب معقد لكن أليس الأصل انه كما تكونوا يولى عليكم؟
اليوم وبعد ثبوت استقالة الدكتور سلام فياض أصبح حديث الناس عن الحكومة القادمة ومواصفات رجالاتها ونوعية وزرائها وكل يطرح تصوره لشكل الحكومة وتشكيلها فالسياسيون لهم وجهة نظرهم ونحن الناس المتشبثون بالحياة لنا رأي من المؤكد ان لا يعترض عليه السياسيون.
نريد حكومة تسمع قبل ان ننطق وتشعر بنا قبل ان نصرخ,نريد حكومة تعاني ما نعاني وتشرب كاس الحياة بمرارته كما نشربه جميعا,هل هذا كثير؟؟
نريد وزراء فقراء ليس لان الغنى حرام أو عيب لا سمح الله,لكن من الفقير إلى الفقير رسول,فمن كان فقيرا مثلي لا يحتاج إلى شرح أو تفصيل وعلمه بالحال يغنيني عن السؤال.
لو ان كل وزرائنا يعيشون كما نعيش يأكلون كما نأكل ويلبسون كما نلبس "في معظمنا" لعرفوا ان ارتفاع الأسعار لا يكفيه قانون الإشهار,ولعرفوا بالضبط الحد الأدنى للحياة والفرق بينه وبين الحد الأدنى للأجور.
لو ان وزراءنا إذا مرضوا انتظروا الدور عدة أيام وانتظروا العملية الجراحية عدة أشهر لعملوا على تغيير هذا الواقع ولوصلوا ليلهم بنهارهم لينالوا العلاج والدواء في وقت البلاء.
لو ان وزرائنا يركبون مواصلات كالتي نركب لعرفوا ان السفر من الخليل إلى رام الله يعني ضياع يوم كامل.
لو ان وزراءنا لديهم أبناء عاطلين عن العمل لعرفوا انه ما اجتمع شاب وبطالة إلا وكان الشيطان ثالثهما.ولعلمنا ان وجود فريق لملف البطالة مجدي وملح أكثر من ملف الانضمام إلى منظمة التجارة العالمية.
لو ان احد أبناء الوزراء اضطر إلى تأجيل فصل جامعي لتعذر دفع الرسوم لعرفوا ان الأنفاق على التعليم والجامعات مهم أكثر من زيادة عدد السفارات والقنصليات والممثليات.
لو ان احد أبناء الوزراء مر بتجربة العمل في إسرائيل وشعر به الوزير وهو يهجر فراشة الساعة الثانية فجرا ليقف في طابور الذل والمهانة لعمل على فتح مصنع فلسطيني يصون كرامة العامل وكم ترحمنا على عمالنا الشهداء.
احد الوزراء لما طلبوا إليه التدخل في موضوع بطاقات BMC قال هي امتياز يعطيه الاحتلال لمن يرضى عنهم من رجال الإعمال,وهل VIP إلا امتياز جعل الشعب الفلسطيني طبقتين فلسطيني عادي وفلسطيني مميز فكيف يشعر المميز بشعور إنسان عادي وهو في طابور الانتظار على المعابر وهل هناك أوضح من ان الاحتلال إذا أغضبه موقف وطني من مسئول فلسطيني سارع إلى سحب بطاقة التميز.
ليس عيبا ان تكون غنيا لكن نريد وزراء من أنفسنا مثلنا في فقرنا ومعاناتنا وقلقنا على أولادنا يذوقون ذلنا على الحواجز و لا لشيء إلا انه ساعتها علمهم بحالنا يعنيهم ويعنينا عن سؤالنا.
لا اقصد أحدا ولا المح إلى شخص لكن الأنبياء كانوا مؤهلين لحمل الرسالة لكن كانوا من عامة الناس لان رسالتهم هي هداية الناس وليكن وزراؤنا من أصحاب الكفاءات لكن من عامة الناس لان رسالتهم هي خدمة الناس.