اطلس- قيل قديما ان العدل أساس الملك ، وقيل عن الخليفة الثاني عمر بين الخطاب "عدلت فأمنت فنمت" ، بمعنى ان لا أمن بدون عدل، وبالتالي لا نوم بدون أمن، وهو – الامن – التي تبحث عنه اسرائيل في استراتيجيتها وتكتيكها، في صحوها ونومها
في معراخها وليكوديها. واليوم تقوم بتسليمه لإمرأة غرة ، لم تتجاوز الاربعين من عمرها، بدون تجربة او دراية او دربة على الاطلاق، بل عضوية كنيستية لمدة سنتين، ثم الى وزارة العدل خبطة واحدة ، قد يقول احدهم انه نفسه المنصب الذي تولته من قبلها تسيفي ليفني، ولكن الثانية، خبرت السياسة والامن منذ نعومة أظفارها ومنذ ان كلفها الموساد استضافة الخصوم الى سريرها، الى ان شكلت مع شارون وبيرس حزب كاديما ثم الى تشكيل حزب خاص بها اسمته الحركة.
لم يقتصر الامر اذن على حداثة التجربة لدى وزيرة العدل الجديدة ايليت شاكيد ، ولا على حداثة سنها، بل على نزعة تطرفية ارهابية فاشستية، ضد الفلسطينيين، يجمع الكثيرون في اسرائيل انها التي وقفت خلف احراق الطفل محمد ابو خضير حيا، قبل اقل من سنة ، فلقد دعت الى ابادة جماعية للفلسطينيين، على اعتبار انهم كلهم اعداء بمن في ذلك "شيوخهم ونساءهم واطفالهم، مدنهم وقراهم، بناياتهم وبناهم التحتية ".
إن المرء، سواء كان تقدميا ام رجعيا، ليحار، كيف يمكن لشبه انسانة على هذه الهاوية، ان تتسلم وزارة على هذه الاهمية بمثابة السطر الاول في كتاب الصرح لدولة الحضارة والتمدن، ليكشف، او بالادق، ليعيد كشف زيف هذه العدالة الشاكيدية، القائمة اصلا على ابتزاز اللحظات الاخيرة من تشكيل الحكومة الرابعة والثلاثين في تاريخ الكيان الحديث، القائم اصلا على مدماك مادي سميك من احتلال شعب آخر لمدة ناهزت على نصف قرن.
يقول ليبراليون ‘ في الغرب، ان وزارة العدل ليس لها علاقة مباشرة بالفلسطينيين، ولا بمكنونية العداء القابعة لهم في عقل وقلب الوزيرة الجديدة، التي يتطلع لها متواطئون في الشرق، ان تكون نسخة عن تسيفي ليفني، تدعوهم الى سريرها، وتغير من منحى حياتها السياسية. لكن هذا قد يتطلب ردحا طويلا قد يمتد الى عقدين ثلاثة من الزمن، تكون الوزيرة قد شرعت العديد من قوانين الاستيطان والمحاكمات التي يتعرض لها الاف الفلسطينيين، بما في ذلك تشريع اعدامهم.
وبدلا من ان يصار الى وضع مقدمات لردم مدماك احتلال شعب لشعب آخر، وفق فريدريك انجلز، انه لا يمكن ان يكون حرا، يصار الى تسليم وزارة عدله الى من تدعو الى عدم الاكتفاء باستمرار احتلاله، بل الى القيام بإبادته، بدءا بأطفاله قبل ان يكبروا، ثم الى نسائه، قبل ان تحمل بهم ارحامهن.