الكاتب: ظاهر الشمالي
تبدلت الفصول في الساحات العربية ورحلت أنظمة بأمر من الشعب وبقيت أنظمة جاثمة على صدور الشعب الذي ثار في ليلة لم يخطط فيها القدر تلك الفوضى من هستيريا الموت والقفز الى ميناء الحرية والكرامة. كان ابطال تلك الدراما الغاضبة هم شباب يناهزون الورد في عمره. أشعلوا النار باجسادهم لكي تحيا أوطانهم عزيزة مرفوعة الرأس حرة من الهيمنة والاستكبار. فما كان منهم إلا أن يحطموا إمبراطورية الخوف ويكسروا حواجز الهيمنة والرعب التي فرضت عليهم من قبل الحاكم الذي كانت نظرته إليهم نظرة عبيد وشعبا لا يستحق سوا السياط والجلد.
كان ما كان من أحداث جلل أصابت عصب الجزيرة العربية وجعلها ساحة مطاردة يرمح فيها أصحاب الأيدولوجيات المشبوهه والمصالح التي تستعبد الشعوب. حتى حطت سفينة الحرية في سوريا ورست على شواطئها .التي تحوي ماء الممانعة والمقاومة .الذي شرب منه كل العرب وكانت سوريا ولا زالت بيت العربي الهارب والمطرود والمضهد في وطنة . كانت سوريا تشبة الدول الأخرى في سليمة العيش . لكنها ليست مثل تلك الدول في نواياها المبيته فسورية التي تعتبر العدو الند لأسرائيل وزعيمها هو من أدار ظهرة لشيمون بيرس ولقادة الاحتلال في كل المحافل الدولية . وهي التي كحلت عيون حزب لله وشاركته المعركة حين عجرت إسرائيل على الإنتصار في كل صولاتها وجولاتها مع المقاومة .وفي كل تلك المحطات الفاصلة من عمر الكرامة والصمود كانت سورية خميرة الانتصار .
وسوريا اليوم إذ تدخل بعد فترة وجيزة في السنة الثالثة لاندلاع الأزمة أو ثورة المنبوذين في اوطانهم ضد سوريا الحضارة او غن ثورة الباحثين عن الحور عين وشرف الشهادة في سبيل المعاني الغير برئية والغير عفوية التي نتجت عن التقليد والوعيد والتي سبحت في المال الخليجي الذي كان يريد أن يبتر ساق سوريا التي لم ترضى عنة ولم يرضى عنها في يوم من الأيام منذ حكم الدكتور بشار الاسد ووالدة من قبله . وفي تلك الايام يشهد العالم على حجم ما يدور في رحى الساحة السورية من أحداث ومؤامرة تحاك ليل نهار من قبل أنظمة هي أحق الناس بالسقوط والرحيل عن الحكم لم تبديه من تشنج إتجاه الديمقراطية وهي الى حد اليوم ترى في المراة عيب .
كثيرة هي الدول التي جعلت من ليبيا دولة منكوبة بفضل شراع الديمقراطية حين كانت تعيش وهم يتزعمه من يملكون المال على أن سوريا ستسقط وستنهي حكم الدكتور وستحطم الجيش وستقسمها كقطعة بيتزا . يشارع في أكلها أصحاب الخيم والنياق في صحراء لورنس العرب . وتلك القطعة التي يأكل منها من يشتهي بحيث تصبح سوريا اكثر من دولة . رهانات كثيرة وحسابات أكثر والأعتى من هذا كله هي الأحلام التي راودة من يتسكعون على هوامش التاريخ في أوروبا بأنهم سيحكمون وسيستلمون دفة الحكم كما إستلمها .رواد البارات في ليبيا وعرب النوادي الليلية في مصر واليمن والدول التي عاشت اجواء الخريف مستثتيا في ذلك ارواح وهامات الشباب الذين سقطوا دفاعا عن اوطانهم ليس اكثر .
ومع إشتداد حمى المعركة تبدو في الأفق شواهد للأنتصار العظيم والغلبة ضد المؤامرة التي أستطاعت الحنكة السورية بفض صمود القائد والجيش والشعب كلا يكمل الاخر في تلك المعركة الكونية .من تفكيك رموز المؤامرة وكشف خيوطها . لكن اسرائيلالتي تراقب لم يرق لها المشهد . ولم تطمئن لحال الشام التي تمثل لاسرائيل منام مزعجا ويشكل الأسد لقادة الاحتلال بعبع الاساطير حالة حال السيد حسن نصر والرئيس الايراني محمود احمدي نجاد .يصاحبهم النوم في أحلامهم .كيف لا وبصمت الاسد في كل الهزائم التي عاشتها إسرائيل من إنساحبها عام 2000 من الجنوب الى معركة 2006 مع حزب الله الى مواجهات غزة التي أهينت اسرائيل في غمار المواجهة فيها وولت مدبرة من كل ساحة دخلت إليها .
فاسرائيل ورغم تغير وجوه الساسة فيها إلا انها تحمل على الأسد وعلى سوريا وعلى ما تمتلك تلك الدولة من مقومات وعلى إنتماء الجولانيين لوطنهم الأصل ولديها ثار قديم مع نظام سوريا الذي يرفض تلك الدولة .ولا يمكنه العيش طويلا بتواجدها قريبة من حدودة وتحتل أرضة . فحين عاشت اسرائيل دور رامبو العالم وكبر راسها امام القوى الدولية كانت هي عبارة عن الكلب الذي يبدأ بشن الهجوم حتى تبتسم أمريكا واوربا لعضلاته وتشكره على المغامرة التي عجزت تلك الدول في الدخول بها سوى بتوجيهها عن بعد خوفا من حقل الألغام السوري .لكن جهل اسرائيل التي شنت الغارة الأخيرة على احدى المراكز العلمية في ريف دمشق . حيث أراد الاحتلال أن يوجه الكثير من الرسائل الى كثير من الاطراف وعلى راسها العالم المرتعب من بشار الأسد والعرب المترددون في مباغتته فيما يملكون واأضا ضد حزب الله الذي يعتبر سوريا سنده الأخير وداعمة الثاني بعد الجمهورية الاسلامية .
لم تجرأ اسرائيل على هكذا فعل وفي اللعب مع الأسد وهي تعي حجم الرد السوري وإن كان بالتصريحات التي تخلط الأوراق في تلك الدولة التي تعيش هاجس الازمات وتعيش بدون حكومة في تلك الايام . سوى باخذ الاذن من سيدة العالم المغرورة امريكا ورئيسها الاسود باراك حسين أوباما . ومن باب التذكير فتلك العملية المباغته لم تكن الاولى ولا الاخيرة التي تفكر اسرائيل بخوض غمارها وتنفيذها . دون أي اعتبار لحرمة حدود او لسيادة دول وهي التي تعتبر مافيا الشرق الاوسط .
وخلال متابعتي لوسائل الاعلام العبرية والعربية التي تناولت خبر العملية وهي تقوم بالتحليل والتخمين فيما يتعلق بعملية القصف أو بالغزوة الاسرائيلية ضد هدف سوري مجهول . وهي تقوم بمساعدة ومساندة المجموعات المسلحة في عملها على الارض ضد الجيش السوري الذي تفاجئة اسرائيل بما يملك من نفس طويل ومن قدرات عسكرية متطورة ومن حداثة في التجهيزات . كان الأعلام الاسرائيلي يسال الساسة والمحللون عن طبيعة تلك العمليةهو يتخبط وهم يتخبطون وجميعهم كان يتهرب من الاجابة بقصد ويلتزم الصمت ويكتفي بعنصر المفاجئة في تلك الضربة .
حتى أن بعض المحللين تعاملوا مع الملف أو الموضوع وكأنه حديث في المحرمات وأنه لا دخل لاسرائيل بهكذا هجوم ولا تتبنى مسئوليته .وزاد ذلك الناطق العسكري الذي نفى علم حكومته وقيادة الجيش بالهجوم وعملية التنصل المنظمة من قبل الاسرائيلين من هذا الهجوم . الذي لا ترتكبة سوى دول تحمل المقاس الاسرائيلي من عربدة وزعرنة شرق اوسطية . عودتنا عليها إسرائيل في اكثر من مناسبة
وغير ذلك فالأخبار بدت ترد من كل مكان عن بدء الاسرائيليين بإعادة تهيئة الملاجئ من جديد ليس هربا من البرد ولا من الحر بقدر ما هو هروب من أنياب الاسد التي ستنقذ عاجلا ام اجلا على إسرائبل لكي تدفعها ثمنا باهضا وتحاسبها على ورقة طويلة من الخروقات والإعتدءات . بعدما ادار الاسد ظهرة للعالم ولم يعد معنيأ بمحاورة أحد سوى بالسلاح والرصاص وهو اليوم يجابه الارهاب العالمي الذي قام الأسد بجيشه بكسر ظهرة وقتل طموحاته الملعونة . وتشتيت قواه وبنيته .ولا زالت سورية في أوج مراحل القوة .
ومن هنا يأتي التهرب الأسرائيلي الواضح من تحمل مسئولية القصف والاغارة على مركز الابحاث الذي يخدم الجيش السوري . ليس من باب الادب والصمت المطبق لم يكن احدى طرق الغزل بما يجري في سوريا . فسورية مستمرة في مشوارها دون توقف . وهي تحارب وتجابة من تشد اسرائيل على ايديهم . وتكبدهم الخسارة تلوا الخسارة . فتخمينات اسرائيل بسقوط وصعود الاسد . جعلت منها اضحوكة لاجهزة الاستخبارية العالمية التي رأت ان اسرائيل تعيش على فوهة بركان تراقب الموت قبل ان ياتيها .
بالمحصلة النهائية نرى الغارة قد شنت ونجهل الضحايا وجس نبض سوريا قد جرى من قبل اسرائيل وبدعم من العالم ومن العرب لتلك الطلعة الجوية . وجاء ليمد الجيش الحر المترهل بطاقة الاستمرار ومواصلة المواجهه مع الجيش السوري وبدخول اسرائيل الى المستنقع السوري الذي لا يرحم كل من شارك به. فدمشق في تلك الاونة هي مشغولة في غسل ملابسها من نجاسة من داسو على ارضها من صناع الاكفان وتجار الموت وهي لن تغض البصر عن المحتل فكما قال الشاعر العراقي مظفر النواب في قصيدته " إنها دمشق " لديها من الحبال ما يكفي لنشر الغسيل الوسغ للعالم أجمع . ومن الشرفات ما يكفي سكان اسيا ليحتسوا قهوتها ويدخنوا سجائرهم على مهل ... لكن إسرائيل تجهل تلك القاعدة التي فرضتها سوريا على الأرض وهي ان الاخيرة التي قامت بتحديد موعد ووقت دخولها الى ساحة الحرب الدائرة في سوريا لكنها ليست هي من ستحدد الوقت الذي ستخرج فيه من هذا الوحل الذي سيكبدها وسيكلفا الكثير وسيجر عليها اللعنة والندامة.