اطلس- لم يكن لأحد أن يتوقع الانهيار الدراماتيكي لقوات نوري المالكي في المناطق المنتفضة.
فالسقوط السريع لمدينة الموصل، ومن بعدها تكريت وأجزاء واسعة من محافظتي الأنبار وديالى أذهل القاصي والداني، طرح تساؤلات كبيرة وعديدة عن حقيقة ما يجري في العراق، وانطلق أول سؤال:
هل نحن أمام انتفاضة شعبية أم غزوة داعشية، بعد أن تسيدت أخبار أصحاب الرايات السوداء المشهد؟
في اليوم التالي من سقوط الموصل، ظهرت رايات أخرى لا علاقة لها بداعش. وبدأت تظهر الفصائل المسلحة، المعبرة عن ثورة الغاضبين من حكم السلطة في بغداد.
وأكثر ما لفت الانتباه ظهور ضباط أقصاهم القرار الأميركي بحل الجيش بعد إتمام الاحتلال قبل عشر سنوات.
هؤلاء تقدموا بأعمال ميدانية، وثقوها بتسجيلات مرئية، وانضمت إليهم فصائل مسلحة توقفت عن نشاطها في الأعوام الماضية التزاماً بتحقيق المصالحة الوطنية، بعد الانسحاب الأميركي.
وطوال عشرة أيام مضت، أحكمت الفصائل، التي تمثل في معظمها عشائر وضباط سابقين، أحكمت قبضتها على العديد من المدن والقرى.
المراقبون رأوا في سرعة تحرك الثوار، وسيطرتهم الخاطفة على ربع مساحة العراق، دليلا على وجود خبرات عسكرية تقود عملياتهم، وهو ما لا يتوفر كثيراً عند خصمهم داعش.
وفي تقدير عسكريين سابقين من العراق وغيره، فإن داعش تعتمد على الاشتباكات الخاطفة والأجساد المفخخة، وهو ما لا يشكل كثيراً في المشهد المستمر في العراق طوال أسبوعين، في إشارة أخرى إلى محدودية حجم داعش في مقابل الثوار، غير أنهم أشاروا إلى حرص داعش على الدعاية الإعلامية، الأمر الذي لا يحضر عند الثوار المنشغلين في عملياتهم العسكرية.
التقديرات الواردة من العراق تشير إلى استحواذ الثوار المسلحين على حاضنة جماهيرية، ضخت لهم مئات المتطوعين، الذين التحقوا بركب الثورة، بعد ما أصبح الأفق واضحا لهم في الصراع مع حكومة بغداد.