اطلس- كان مناحيم بيغن ، على سبيل المثال ، اسما كبيرا ولامعا قبل ان يصبح رئيسا للوزراء عام 1977 ، فالرجل قاد المعارضة قبل ان تقوم الدولة ، وتعرض للملاحقة والاختفاء بسبب منظمته الارهابية "الارغون" التي أسسها عام 1939
ونفذ عمليات نوعية ضد البريطانيين حين نسف فندق الملك داوود واغتال مبعوث الامم المتحدة الى المنطقة سويدي الجنسية الكونت برنادوت ، ونفذ مجازر ضد الشعب الفلسطيني لم تستطع السنوات الطويلة ان تمحو اثرها او عارها ، كمجزرة دير ياسين التي لم تعتذر اسرائيل بعد عن ارتكابها ، كما فعلت مع كفر قاسم . ما جعل ديفيد بن غوريون ، وهو اسم كبير ولامع ايضا منذ ما قبل ان يترأس اول حكومة للكيان الوليد عام 1948 ، ان يصف بيغن "بأنه ينتمي للنمط العنصري الهتلري ، وعلى استعداد لإبادة كل العرب لتحقيق حلمه بتوحيد إسرائيل بكل الوسائل" .
لكن اسم كبنيامين نتنياهو ، لم يكن كبيرا ولا لامعا ، باستثناء انه عندما تولى رئاسة الوزراء عام 1996 متفوقا على شمعون بيرس – وهذا اسم كبير ولامع - كان اصغر رئيس وزراء 45 عاما ، فلقد ولد بعد سنة من انشاء اسرائيل ، في حين كان بيرس قد نجح في ترسيخ مشروع انشاء المفاعل النووي في ديمونا 1951 .
دولة لم تبلغ من العمر ثلاث سنوات تنجح في ان يكون لها مفاعلها النووي ، ودولة مثل ايران بحجم ومقدرات اسرائيل عشرات المرات ، تمكث اربعين سنة لكي تحاول امتلاكه فلا تنجح .
من بين الاسماء التي تشق طريقها في القيادة الاسرائيلية العميقة ، ايلي بن داهان ، الذي سيصبح رئيسا للادارة المدنية ونائبا لوزير الدفاع ، مغربي المولد ، ويعيش في المستوطنات ، تنبأت بنجوميته العنصرية البغيضة جريدة "هآرتس" قبل سنتين ، عندما كان نائبا لوزير الاديان ، وكتبت افتتاحيتها عن تصريحه العنصري "ان روح اليهودي اعلى من روح الآخرين" ، لم يكن قد قال بعد ، ان مكتبه وضع اللوائح القانونية لترتيب الصلوات اليهودية في الأقصى، في انتظار توقيع نيتنياهو عليها لتصبح سارية المفعول ، ولا تصريحه النوعي "ان الفلسطينيين لا يستحقون الحياة ، انهم ليسوا اكثر من حيوانات بشرية ، وان حياتهم ومماتهم شيء واحد" .
واليوم تولي دولة اسرائيل في الكنيست العشرين وفي ذكرى مرور 67 عاما على تأسيسها ، مسؤولية ادارة شؤون "الحيوانات الفلسطينية" ، الى هذا العنصري الصاعد ، والاولى ان يستمر في صعوده الهابط ، أسفل فأسفل ، ليتبوأ قيادة ابناء جلدته ودينه ، الذي هجر يوما ما مسقط رأسه العربي في بلاد المغرب ، لكي ينضم اليهم والى شريعتهم وشعيرتهم ، فيتبوأ منصبا يليق به ويليق بهم ، لا بإدارة شؤون الفلسطينيين المدنية ، ممن لا حقوق لهم ، وممن حياتهم ومماتهم سيان .